شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في ظل الأسرة
وفي عام 1324هـ يولد للشيخ " عبد المقصود خوجه" ابن يسميه (محمد سعيد) وهو اسم مركب للتبرك كما اعتاد أهل مكة المكرمة في ذلك الزمن.
وينشأ الطفل الوليد في ظل أسرة علمية متدينة، فالأب لا يزال معلماً. وفرحته بطفله تجعله منكباً على رعايته، وتوجيهه دينياً وعلمياً، يزرع في روحه الإقدام والشجاعة عند الحق، ويفتح ذهنه للبحث والإطلاع والحوار الجريء الذي لا يخرج عن نطاق الأدب، ويعلمه الصبر على المكاره، كأنه يعده لأيام يجد فيها العنت من مناوئيه وحساده.
وتأتي التجربة الأولية مبكرة، وهو في مرحلة الطفولة. يصفها "محمد سعيد" ذاته في بحث نشره عن (دار الندوة) عام 1354هـ.
يقول: (لا أزال أذكر الحوار الذي دار بيني وبين والدي رحمه الله، في ليلة شديدة القر، حول دار الندوة وأنا صغير إذ ذاك على أثر جملة نقلتها إليه عن بعض أساتذة المدرسة، من أن دار الندوة هي محل المقام الحنفي، ففند لي هذا الرأي قائلاً إن دار الندوة كبيرة جداً إلى آخر باب الحرم المعروف اليوم بباب الزيادة، وأطلعني على بعض المصادر التي تؤيد دعواه، أذكر ذلك جيداً، وأذكر الحوار الذي دار بيني وبين الأساتذة حول ذلك، وكانت النتيجة أن أصر الأستاذ على أن (دار الندوة) لا تتعدى المقام الحنفي، وأني متعنت جهول أكذب الأساتذة، وأن النظام يقضي بضربي فضربت ضرباً مؤلماً – هكذا كان التعليم ولا يزال حتى اليوم في بعض المدارس – علم والدي فنقلني إلى مدرسة الفلاح) (1) .
حوار علمي، بين طفل يبحث عن الحقيقة – التي وجدها عند أبيه (المعلم) – وبين مدرس المدرسة الذي تعالى واستكبر ولم يجد غير الضرب وسيلة لإسكات الطفل (الباحث عن الحقيقة)!!
لا أحد يعلم من هو ذلك المدرس، وما اسم تلك المدرسة التي كان يدرس فيها. ويكفي أن تكون مدرسة (محمد سعيد) الأولى، هو البيت الذي تربى فيه، وتأدب بأخلاق عميده (عبد المقصود).
الفلكة:
ولعل من المناسب أن نطلع القارئ على جانب من أسلوب التربية العقيم الذي كانت تمارسه بعض المدارس، والكتاتيب في ذلك الزمن.
المشهد يصفه الأديب الرحالة "محمد عبد الحميد مرداد" في كتابه (رحلة العمر) وكان إذ ذاك في التاسعة من عمره، وقد دخل عليه العام (1340هـ). يقول: (فذهبت إلى المدرسة من غير إفطار، ولما تمض ساعة حتى جاء العم غاضباً بسبب خروجي وذهابي إلى المدرسة من غير أن يصحبني كالمعتاد، وكنت غير حافظ لدرس التجويد في تلك الحصة، وفي تلك اللحظة بالذات كان شيخ التجويد (!!) غاضباً، فسحبني إلى العم (!!) واشتكى قصوري وعدم حفظي للدرس، فوافق شنٌّ طبقة، إذ كل منهما يريد ضربي وعذابي، وفي الحال طلبا المراقب (!!) والفلكة والخيزران فعلقني في (الفلكة)، ورش قدمي بالماء، وجلد ثم جلد، ثم أخذ العم الخيزران فجلد ثم دفعها الـ (!!) لكنه عطف وندم وقال: (بس كفاية). لكن قدمي قد انتفخت وتفلحت وتشققت وازرقت وتعرجت فحاولت النهوض فلم أستطع..) (2) .
ويصف (المرداد) آلة (الفلكة) على النحو التالي: (هي الآلة المتخذة من خشب العرعر على شكل المغزل بها ثقب، وفي كل ثقب حلقة معدنية مربوطة بحبل غليظ توضع فيها أقدام الطلبة ثم تشدُّ شداً قوياً على القدمين من قبل رجلين شديدين، ثم يأتي الأستاذ ويجلد التلميذ جلداًً مبرحاً عقاباً له على ذنب ارتكبه أو مماطلة في أداء الواجب) (3) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2699  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 11 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج