شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
انْحرَافٌ .. وانْعِطافٌ؟!
يا هذه أَوَّاهِ لو تكْشِفينْ
عن قَلْبيَ الصادي!
لكُنْتِ عن أجوائه تَهْرُبينْ
من صُفْرةِ الجادي!
عَدَتْ عليه عاديات السِّنينْ
من كلِّ مِرْصادِ..!
يُخْفى الجوى الكاوِي. ويخفى الأنينْ عن الورى الرَّائحِ والغادي!
* * *
فسائليه علَّه يَسْتَجِيبْ
وعاتِبيه علَّه يَسْتَبِينْ!
وعلَّه بعد الجفا يستطيب
رَجْعَةَ ماضِيهِ. ونَجْوى الحَنينْ!
وَيْحَ الهوى. وَيْحَ الفُؤادِ الحريبْ
من وحْشَةِ الهجر. ونأُي القرينْ!
هما بلاءٌ. ما له من طبيبْ
وكيف للطِّبِّ بقطع الوتينْ!
* * *
وساءلْتهُ فاسْتوى واجماً
كمُسْتفِيق بعد طُولِ السُّهادْ!
أو كجريحِ لم يَزَلْ نازِفاً..
من سهْمهِ الغاَئِصِ وسْطَ الفُؤادْ!
فمن رآهُ ظَنَّه خائِفاً..
من سطوَة الهجْرِ وظُلْم البِعادْ!
ظَنَّ الصِّبا يا وَيْحَه عاصفا..
لِطُولِ ما عانى. وسوء الحصادْ!
* * *
قالت له. يا أنْتَ يا هاجِري
وهو يَظُنُّ منِّي. افْتِئاتْ!
كيف تريّبْتَ بلا زاجِر..
بمن سقَتْ حُبَّك عَذْبَ الفُراتْ؟!
كيف؟! وما طَرْفُك بالسَاهرِ؟!
في حِينِ طَرْفي يتَمَنى السُّباتْ؟!
في حيِنِ قلبي لم يَزَلْ قاهري
على هَوىً عِنْدكَ أَمْسى رُفاتْ؟!
* * *
لا تَنْسَ يا هذا فأنت ارْتَويْتْ من مَنْهَلي العذْبَ. ولم تِشْكُرِ!
أمَّا أنا الظّمآى فإِنِِّي اكتَوَيْتُ
وأنْتَ لم تُحفَلْ. ولم تَشْعُرِ!
ظَمْآى.. فما الوَهْمُ بأنِّي اجْتَوَيْتُ؟! من قَلْبِكَ النَّاهِلِ من كوْثَري؟!
يا لَيْتَني أَشْعُرُ أنِّي انْتَهَيْتْ
من صَبْوتي هذي. ولم أَسْكَرِ..!
* * *
قال. وقد أَذْهَلَه قَوْلُها.
والآهُ. والدَّمْعُ. وطَيْفُ الحَنينْ!
يالَ فَتاةٍ.. راعَني عَذْلُها..
الصّادِقُ. الصّادِقُ. يُخْزي الظّنينْ!
أَدْمى ضميري عاتِياً نُبْلُها..
وأَظْلَمَ اللَّيْلُ على المُسْتَهِينْ!
ما كنت أَدْرِي أَنَّني ظالِمٌ..
لها. وأنِّي كنت بِئْسَ الخدينْ!
* * *
وقال يا هِنْدُ. أيا صَبْوتي..
قد كنْتُ أَعْمى سادِراً في ضلالْ!
يا ليْتَني لم أَقْتَرِفْ شِقْوتي
ولم أعِشْ مُكْتَئِباً في خبال!
أَوَّاهِ كَفِّي نَسَجَتْ كُرْبتي
وصَيَّرتْني نادِماً في اعْتِلالْ!
يا ليَْتَها تُطْفِىءُ من وَقْدَتي
فأسْتَوِي بعد اللَّظى في ظِلالْ!
* * *
وأَطْرَقَتْ هِنْدٌ. وقد زَلْزَلَتْ
ذِلَّتُه من قلبها المُسْتَهامْ!
كانت له نَعْماءَ فاسْتَهْولَتْ
شِقْوَتَه. وهو الهوى والمرامْ!
فَسالَ منها دمْعُها واشْتَكَتْ
بآهةٍ حَرَّى.. دفينَ الغَرامْ!
قالت له. أَنْتَ الذي ما اشْتَهَتْ
نَفْسي سواه. فعليكَ السّلامْ!
* * *
وانْطَلَقَا بَعْد طويلِ النَّوى
طَيْرَيْنِ في جَوِّ الفضاء الرّحيبْ!
بعد اعتكار راقَ صَفْوُ الهوى
وراقتِ البَسْمَةُ بعد النَّحيبْ!
ما أَعْذَبَ الأُلْفَةَ بعد الجوى
والنَّسْمةَ الحُلْوةَ بعد اللَّهيبْ!
قد شَبِعَ السَّاغِبُ بعد الطوَّى
وسكَنَ الخافِقُ بعد الوجِيبْ!
جدة/ 15/12/1416هـ
2/5/1996م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :774  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 174 من 174

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.