سأدْخُلُ ذلك البَرْزَخ |
ما أَدْرى الذي أَلْقى؟! |
أَأَلْقى العُنْفَ يُدْميني؟! أمْ ألْقى به الرِّفْقا؟! |
وأّلْقى الجَنَّةَ الفَيْحاءَ |
أَمْ أَلْقى به الحَرْقا؟! |
عسى الرَّحْمنُ أنْ يُسْعِدَ |
ضَرَّائي فما أَشْقى! |
* * * |
عَساهُ فإنَّني المَوْتُورُ |
من شَيْطانِه الجاني! |
أحاوِلُ تَوْبَةً عَصْماءَ |
تنقذ رُوحِيَ العاني! |
فَيُغْريني بما يَخْلبُ |
ما يُثْمِلُ وُجْداني! |
فلا أَمْلِكُ أَفْراحي |
ولا أْمْلِكُ أَحْزاني! |
متى أَسْلُكُ دَرْبَ الرُّشْدِ |
ما أُصْغِي لِشَيْطاني؟! |
* * * |
لقد أَوْغَلْتُ في شَيْخُوخَةِ المُسْتَهتِرِ الظَّامي! |
فما أَرْوى من الآثامِ |
ما أسْلُو عن الجامِ! |
لَبِئْسَ الشَّيْبُ يُسْلِمُني |
لما يُغْضِبُ إِسْلامي! |
متى أَرْجِعُ عن غيِّي؟! |
متى يا قَلْبيَ الدامي؟! |
* * * |
وقال القلْبُ وهو يَضِجُّ |
لِلْعَقْلِ الذي سَكِرا؟ |
لماذا لم تُنِرْ دَرْبي؟! |
ولم تَحْفَلْ بما انْكَسَرا؟! |
فلو نبَّهْتَني ما كنْتُ أَرْكَبُ مَرْكبي الخَطِرا؟! |
ولاسْتَيْقَظْتُ.. واسْتَنْكَرْتُ كَيْما أَتَّقي الضَّررّا! |
فأنت اللَّعْنَةُ الكُبْرى |
وأنْتَ بِشِقْوتي أَحْرى! |
* * * |
وكان العَقْلُ ذا زَهْوٍ |
وذا مَكْرِ.. فما احْتَفَلا! |
ولا أَرْبكَهُ القَوْلُ |
من القَلْبِ الذي اخْتبلا! |
فقال له. لقد زَلْزَلْتَ قَصْراً.. فاغْتَدى طَلَلا! |
وقد حاوَلْتُ.. لكِنْ كنْتَ تَهْوى الإِثْمَ والزَّلَلا! |
* * * |
وكنْتَ تَظُنُّني الحاسِدَ |
لا يَرْضى لَك الأُنْسا! |
فرحْتَ تَعُبُّ في اللَّذَّاتِ عَبَّا يُهْدِرُ البأْسا! |
وما كانَتْ سوى الفْأْسِ |
الذي يَخْتَرمُ الرَّأْسا! |
لقد كانَ اليَقينُ التَّمُّ |
في عين الهَوى حَدْسا! |
* * * |
فماذا يَصْنَعْ العَقْلُ |
إذا الحِسُّ اجْتَوى العَقْلا؟! |
إذا ناصَبَهُ العُدْوانَ |
واسْتَكْبَرَ واسْتَعْلى؟! |
وآثَرَ أن يكُونَ الفَضْلُ.. يَسْتَجْدي المُنى.. الجَهْلا؟! |
أَلَمْ تَقْطَعْ.. وقد حاوَلْتُ أن أُنْقِذَكَ.. الحَبْلا؟! |
* * * |
وكان هناك مَنْ يَسْمَعُ ما قالاهُ.. فانْتَفَضَا..! |
لقد كان الضَّمِيرَ الحُرَّ |
وهو النَّجْمُ إنْ وَمَضا! |
وقال كِلاكُما في الغِشِّ والبهتانُ.. قد رَكَضا! |
فلا الحُسْنُ الذي تابَ |
ولا العَقْلُ الذي رَفَضا! |
* * * |
فأمَّا الحِسُّ. فالهائِمُ في أجْواءِ شَيْطانِ! |
حَليفُ الدَّنِّ بيْن الغِيد ِبِئْسَ الخانِعُ الجاني! |
فما تَلْقاه إلاَّ الذّاهِلَ المَخْمورُ.. إلاَّ المُوجَعُ العاني! |
فما هو غَيْر شِلْوِ الإِثْمِ |
وَحْشاً غَيْرَ إنْسانِ! |
* * * |
وأمَّا العَقْلُ .. ما أَحْراهُ بالخِزْيِ لِما اقْتَرَفا! |
لِما مَانَ.. وما خانَ.. وما غَشَّ. ولا اعْترفا! |
هو الُّلؤلُؤُ.. قد كانَ.. فعاد بِزَيْفِه صَدَفا! |
أَرى في اثْنَيْهِما جُرْحاً |
سَيُشْقينا إذا نَزَفا! |
* * * |
فما أحْلا الضَّميرَ الحُرَّ |
ما أغْلاهُ.. ما أَسْمى! |
ألا لَيْتِي أعِيشُ به |
فما أَسْغَبُ أَوْ أَظْما! |
ألا لا يَسْتَوي المُبْصِرُ بين الناس. والأَعْمى! |
هو النُّعْمى فَهَبْنِيهِ.. إلهي.. وهو الرُّحْمى! |