شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أيُّهَا الحفْل الكريم.. وَأيَّتها الصّفْوة المختارة..
ما أراني على البيان بقادرْ
بين أهل النُّهى وأهل المشاعرْ!
أنا ما بيْنكم حمامة تغْشى
مَجْلساً يزدهي بِشُمِّ الغضافر!
كيف يَشْدو بَيْن الصقور حمامٌ؟!
أَو يُغَنِّي مع النُّسور عصافِرْ؟!
ولقد كنتُ من صبايَ شغوفاً
بالذُّرى.. مِن مَواردٍ ومصادرْ!
أقرأ الشِّعْرَ للبهاليلِ مِن مِصْرَ
حفيلاً بما يَسُرُّ الخواطرْ!
ويُمِدُّ النُّهى بِنُورٍ فيطوي
بالذي ضَمَّهُ قتامَ الدَّياجرْ!
يال روحي مِمَّا انْتَشَتْ وتغذَّتْ
منه بالعذْبِ من سَخيِّ المواطرْ!
وسمعتُ الرٍّفاق حَوْلي يقولون
وقد فُوجِئوا بِغُرِّ الجواهرْ!
إنَّ هذي الأَسفارَ تَحْفَل بالعلْم
وبالفَنِّ. والمعاني السَّواحِرْ!
ما رأينا كَمِثْلِها.. فإِلى مِصْرَ
نَحُثُّ الخُطا.. ونَبْني المعابِرْ!
وأقامُوا بِمِصْرَ حِيناً من الدَّهر
وعادوا منها بِأَغْلا الذَّخائرْ!
إنَّ وادي الكِنانةِ اليَوْمَ رَوْضٌ
نَجْتَني من ثِمارِه والأَزاهِرْ!
فَنشُدُّ الرِّحالَ.. لا يَخْذَلُ الأَيْنُ
خُطانا.. ولا تَروُعُ المخاطِرُ!
في الدِّيارِ المُقدَّساتِ حَنِينٌ
لِلحجى والرُّؤى وحُلوِ المخاضِرْ!
كلُّها فيه ماثلاتٌ. فما أكْرَمَ هذا الحِمى. وهذي العناصرْ!
مِن لَيوثٍ. وما تميلُ إلى البَطْشِ وإن كانتِ الضَّواري الكواسِرْ!
وظِباءٍ تَشًمُّ مِنْهنَّ نَفْحاً
مِن عَبير النُّهى. ومَجْدِ المآثِرْ!
جَلَّ ربِّي فههُنا غَيْرُ هذا
تَتَجلَّى مَجامِعٌ. ومَنابِرْ..!
فالسِّياسيُّ واضِحٌ من مَجالِيه
فما دسَّ في الظُّهورِ الخناجِرْ!
غَيْرَ نَزْرٍ من الرِّجالِ
وما ثَمَّتَ رَبْعٌ إلاَّ وفيه الغوادرْ!
وإذا كانت النوادِرَ في النَّاسِ قليلاً.. فَفيهِ كُثْرُ النَّوادرْ!
وحُمادى القَولِ الوجيز هُنا الدَّوْحُ تَراءتْ أغصانُه كالغدائِرْ!
فيه شَتَّى من الأزاهيرِ تَخْتالُ
فَتُشجي أبصارَنا والبصائِرْ!
وثِمارٍ يَحْلو جَناها. فما نَقْطُفُ
مِنْها إلاَّ الشَّهِيَّ المُخامِرْ!
يالَ هذا الحِمى تَميَّز بالمجْدِ
بَنَتْه لُيوثُهُ والجآذِرْ!
رَبَطَتْ بَيْتَنا الأَواصِرُ حتى
صَيَّرتْنا الأخْوانَ هذى الأواصِرْ!
* * *
يا رِجالاً عَرَفْتُهمْ ونِساءً
تَيَّمَتْهُمْ مآثِرٌ ومَفاخِرْ!
فَتَخيَّلْتُ أَنَّني في الذُّرى الشُّمِّ
تَكَلَّلْنَ بالنُّجومِ الزَّواهِرْ!
فاعْذُروني إذا عَجَزْتُ عن القَوْلِ
فَأَنْتُم صروحه والمنائِرْ!
ولقد يَعْجَزُ البليغُ عن القَوْلِ
وتَثْنيهِ عن مُناهُ الهواصِرْ!
وإذا حَفَّتِ النَّسائِمُ بالرَّوْضِ
فهل يَرْتَضي بِحَرِّ الهواجِرْ؟!
لتَمنَّيتُه فقال وهَيْهاتَ
فحاذِرْ من الجُدُودِ العَواثِرْ!
إنَّ بَعْضَ الأقْوالِ رِبْحٌ على النَّاسِ
وبَعْضٌ منها عليهم خَسائِرْ!
ولَشَتَّانَ ما الصغائِرُ في الوَزْنِ
وإن كابَرَتْ كَمِثْلِ الكبائِرْ!
* * *
فسلامٌ لكم كعَذْبِ سجاياكم
كحُلْوِ المُنى.. كطِيبِ السَّرائِرْ!
وسلامٌ على الأَوائِلِ منكم
وسلامٌ على كريم الأواخِرْ!
جدة/ 18/11/1415هـ
18/4/1995م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :412  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 167 من 174
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج