إن فاتني منك يا شهري الحبيب نَدًى |
فلن أُلاقِي مَن دُنْيايَ أنداءَ! |
لقد حرصت بأن ألْقاك في وَرَعٍ |
لِكَيْ يعودَ ظلامُ النَّفْس أضواءَ! |
وكنْتَ أنت الذي داوى بحكْمتِهِ |
وفَضْلِه الجمِّ. أَدْواءً وأسواءَ! |
فَلَيْتَكَ الدَّهْرَ تَبْقى لا تُفارِقُنا |
ولا نُودِّعُ منكَ الباءَ والراءَ! |
* * * |
نَرى الشُّهورَ إذا فارَقْتَنا دَنَفاً |
إليك يا شَهْرنا الوضاء. أصْداءَ! |
متى تعودُ لكي يَحْظى بِغِبْطَتهِ |
الرُّوحُ والجِسْمُ إشراقاً وإسْداءَ؟! |
كلاهُما يتمنَّاها فلن يَجِدا |
إذا لَقيتَهُما سُقْماً وإسداءَ؟! |
ولسْتُ أَدْرِي. فما عَيْني بِمُبْصِرةٍ |
غَدِي.. أألْقاكَ. أم أَلْقى الأحِبَّاءَ؟! |
* * * |
سِيَّانَ أَلقاكَ أم ألقاهموا رَغَداً |
فَأنْتُما العَيْشُ إطْعاماً وإرْواءَ! |
صامُوكَ يا شَهْرُ إيماناً فَنَوَّلهُمْ |
أَشْياءَ تُكْرِم عُقْباهُمْ وأشْياءَ! |
كما رَبِحْتُ.. فَوَيْلٌ لِلَّذي خَسِروا |
سرَّاءَهُم فَجَنوْا بالخُسْرِ ضَرَّاءَ! |
لو أَنَّهُمْ عَرَفوا ما كنْتَ تَحْمِلُه |
من طَيِّباتٍ لما كانوا الأَلِّداءَ! |