يقولون إنَّ الشَّيْبَ يَدْعو إلى الهُدى |
ويَرْدَعُ مَنْ عَهْدُ الشَّبابِ أَضلَّهُ! |
ويُنْضِجُ من فَجِّ العُقولِ فَتَرْعَوِي |
عن الغَيِّ حتى يَصْرِمَ الغَيُّ حَبْلَهُ! |
فما بال نَفْسي لا تَزالُ رَهِينَةً |
لِغَيِّي. وشَيْبي جَلَّلَ الجِسْم كُلَّهُ؟! |
سأضْرَعُ حتى يَأْذَنَ الله بالهُدى |
فأَلْقى به مِن ذي الفَواضِلِ فَضْلَهُ! |
* * * |
سامحيني. فقد ظَنَنْتُكِ نَشْوى |
بِغَرامي وكنْتُ غِرّاً جَهُولا! |
لم أَكُنْ عارِفاً بِحُبِّ الغَواني |
فهو حُبٌّ أَعيَتْ رؤاهُ الحُلُولا! |
كل يَوْمٍ له غَرامٌ جَديدٌ.. |
يَنْتَهي بَعْدَهُ طمُوعاً.. ضَلُولا! |
تُبْتُ منه. فما أرى لِفُؤادي |
غَيْرَ حُبٍّ يكون عَفّاً بَتُولا! |
* * * |
شَمَمْتُ لا لا. فأَشْجَتْني روائحُهُ |
وقُلْتُ مَرْحىً لِلالا.. بَلْ نَعَمْ.. نَعَمُ! |
فإِنه يُنْعِشُ الأَرْواحَ في دَعَةٍ |
كأَنَّه بَلْسَمٌ أَوْ أَنَّه نَغَمُ! |
أَوْ أَنَّه الرَّوْضُ أَزْهارٌ مُنَمْنَمةٌ |
مع الثمارِ. فلا هَمٌّ. ولا سَقَمُ! |
فيا حُسَيْنُ رَعاكَ الله إنَّ لنا |
ذَوْقاً كذَوْقِكَ تَسْتَعْلي به القِيَمُ! |