| قلْتُ لِلْمَوْتِ وهو يَزْحَفُ نَحْوي |
| قاسِياً تارةً وأُخْرى حَنُونا! |
| ورِفاقي تَقَدَّموني.. فما أَمْلِكُ |
| إلاَّ مَدامِعاً وشُجُونا! |
| أيُّها المَوْتُ كَمْ حَصَدْتَ مِن |
| النَّاسِ نُبُوغاً.. وكم حَصَدْتَ فُتُونا! |
| وتَركْتَ الفِراقَ يَفْرِي حَنايانا |
| وظلَّ الفِراقُ هَمّاً طَحُونا! |
| * * * |
| إنَّ فَقْدَ الحبيب يُدْمي. وما |
| أكْثَر ما قد فَقَدْتُ من أحْبابِ! |
| مُنْذُ أَنْ كنتُ يافعا وأَنا الثَّاكِلُ |
| يَبْكي بِحِرْقَةٍ واكْتِئابِ! |
| وبِشَيْخُوختي غَدَوْتُ وَحِيداً |
| بعد سَطْوِ الرَّدى على أَتْرابي! |
| ما أَراني مِن بَعْدِهمْ غَيْرَ نِضْوٍ |
| ذِي أَسىً دائِمٍ. وفَرْطِ اغْتِرابِ! |
| * * * |
| أَرْجو لمالِك أَنْ يَكُونَ إماما |
| ويَكُونَ ما بَيْنَ الأَنامِ هماما! |
| إنِّي لأُبصِرُ من ملامح وَجهِهِ |
| أَمَلاً يُضِيءُ. ويُبْرِىءُ الأَسْقاما! |
| ولَعلَّه بِغَدٍ يكُونُ مُحَلِّقاً |
| فَوْقَ السَّحابِ. ويَنصُرُ الإِسلاما! |
| فَنَقُولُ قد كانَتْ طُفُولَةُ مالِكٍ |
| تَشْدو لنا. وتُحقِّقُ الأَحْلاما! |