ولو أَنّني خُيِّرْتُ ما اخْتَرْتُ أن أرى |
دموعي على أَنِّي أتَيْتُ إلى الدُّنيا! |
ولو كنْتُ نَدْباً في الرِّجالِ مُبَرَّءاً |
إن فكَّرْتُ لم أُخْطِىءِ الرُّؤْيا! |
لما ذَرَفَتْ عَيْني الدُّمُوعَ ولا اشْتَكتْ |
من العيْشِ. وقد طيَّبَ الجنيا! |
تَبارَكْتَ ربَي.. هل أراني بِنَجْوَةٍ |
من الدَّرْكِ؟! هل أَرْنُو إلى الذُّرْوَةِ العُلْيا؟! |
* * * |
ماذا جَنَيْتُ من الحُطامِ فإنَه |
أَوْدى بِبْبعضِ شجاعَتي وإبائي؟! |
إنّي لأشْكو اليَومَ منه وأَسْتوي |
في خَشْيةٍ من نِعمتي ورَفائي! |
ما كانَ أكْرَمَهُ لو أن سَبِيلَهُ |
بالنُّورِ يَهْدي الخَطْوَ.. لا الظَّلْماءِ! |
قد كِدْت أُوثِرُ فاقتي وتَصَعْلُكي |
مِمَّا لقِيتُ به من الضَّرّاءِ.. ! |
* * * |
أَصبِيَّتي الحَسناءَ لا تَتَبرَّجي |
فَلأَنْتِ أَجْمَلُ بالصِّبا ورُوائِهِ! |
إنَّ الذِّئابَ يَرَوْنَ فيكِ فَرِيسةً |
بَرَزَتْ إليهم بالهوى ونِدائِهِ! |
فَلَهُم هَماهِمُ تَسْتَفِزُّ إلى الخَنى |
وإلى الجَمالِ لِتَعْسِهِ وشَقائِهِ! |
هَلاَّ اسْتَوَيْتِ على الطَّرِيقِ مُنَوَّراً |
وأَشَحْتِ عنه وعن دُجى ظَلْمائِهِ؟! |