عفَوْتُ ولكنْ ظَلَّ بيْن جَوانِحي |
جوىً من صديقٍ كان أَقْسى من الخَصْمِ! |
يُنكِّل بي من غَيْبتي.. ويَصُوغُ لي |
بِوَجْهي عُقوداً من نَثِيرٍ ومن نَظْمِ! |
وقال له خِلٌّ وفيٌَ لِصَحْبِهِ.. |
وقد راعَهُ ما يَسْمَعُ مِن ذَمِّ! |
ألا تَسْتَحي؟! إنِّي لأَعْرِفُ أنَّه |
رَعاكَ فلاقى منك غُرْماً عن الغُنْمِ! |
* * * |
نَدِمْتُ على ما كانَ بَيْني وبَيْنَه |
وقد لَقِيَ الله الكريمَ.. من الحَرْبِ! |
ويَشْهَدُ رَبِّي أنَّه كانَ بادئاً.. |
بها.. فهو يَهْجُوني.. ويُمْعِنُ في سَبِّي! |
ويُنْقِصُ مِن قَدْري ويَعْلَمُ أَنَّه |
رَفِيعٌ.. وأَنِّ أمْتَطِي عالِيَ السُحْبِ! |
على أَنَّني ما زِلْتُ أَعْرِف قَدْرَهُ |
وأَرْجو له الرِّضْوانَ والعَفْوَ من رَبِّي |
* * * |
كانَ المريضُ فلم يَقُلْ |
أحَدٌ له. أَنْتَ المَرِيضْ! |
واليَوْمَ يَرْفُلُ في النَّعِيمِ |
وجاهُهُ الجاهُ العريضْ! |
ومَسيرِي في عالي الذُّرى |
مَن كانَ في قاعِ الحضِيضْ! |
أتُرى صَحِيحَ اليَوْمِ.. يَذْكُرُ |
ماضِي الأَمْسِ المَهِيضْ؟! |