يا نَجِيِّي. وقد تخلَّيْتَ عنّي |
بعد أن كنْتَ في دَمي تَتَهادى! |
بعد أَنْ كنْتَ لي سِراجاً مُنِيراً |
بعد أَنْ كنْتَ لي شرَاباً وزادا! |
لِمَ هذا العُدْوانُ يَطْوِي رزاياهُ ويُبْدِي.. لأسْتَحِيلَ رَمادا؟! |
رُبَّ ظُلْمٍ أجْدى علينا.. وأَشْقى |
ظالِماً ما اتَّقى الخُطوب الشّدادا! |
* * * |
إذا ضاقَ صَدْرِي لم أَجِدْ غَيْرَ خالِقي |
يوسِّعُ من ضِيقي.. ويُكْشِفُ مِن كَرْبي! |
وأمَّا بنو أُمِّي. وأمَّا صَحابَتي |
فقد لا أَرى منهم سوى اللَّوْمِ والعَتْبِ! |
يَقُولُون لي هَوِّنْ. ولو كانَ في يَدي |
لهَوَّنْتُ من جَدْبِي اليَبيِس إلى خِصْبي! |
تَمَجَّدْتَ رَبِّي. قد تكونُ كآبتي |
وحُزْنِي بما أَلْقاهُ.. كفَّارَةَ الذَّنْبِ! |
* * * |
لَهَوْتُ بأَمْسِي. واسْتَطالَتْ مَجانَتِي |
به.. واسْتَطابَ اليَوْمَ ما كانَ بالأَمْسِ! |
بِرَغْمِ مَشيبي كنت بالضَّعفِ هازِئاً |
ولم أَدرِ أَنَّ الضَّعْفَ يَعْصِفُ بالنَّفْس! |
ولكنَّني اسْتَخذَيْتُ رَغْمَ سَفاهَتي |
أَمامَ قُوى ضَعْفي الَّتي أَوْهَنَتْ بأْسي! |
أَرَتْني هَواني بالتَّوجُّعِ والأَسى |
وقالَتْ تَوقَّ الهَوْلَ من ظُلْمَةِ الرَّمْسِ! |