تدَاوَلَ النَّاسُ شِعْري في مَرابِعِهمْ |
وأَغْدَقوا باللِّسانِ الحَمْدَ.. والكتُبِ! |
والشَّيْخُ يَهْذي ويَطْوِي صَدْرُهُ جَنَفاً |
فَيَضْحَكُ الرَّأس إشفاقاً على الَّذَنَبِ! |
أَشْقَيْتَ نَفْسَك حِقْداً في مَظاهِرهِ |
وفي خوافِيهِ. واسْتَرْسَلْتَ في الحَرْبِ! |
وأَنْتَ.. مَن أَنْتَ؟! لا تُشْقِي عَداوَتُهُ |
مَن لا تُجارِيهِ في عِلْمٍ ولا أَدبِ! |
* * * |
كيف التَّساوي؟! وهذا في مَفاخِرِه |
يَحْيا.. وذلك يَحْيا في مَهازِلِهِ؟! |
شَتَّانَ بَيْنَهُما.. والبَعْضُ في عَمَهٍ |
بَلْ في هَوىً يَتَرَدَّى في مَجاهِلِهِ؟! |
وقد يَضِلُّ الهُدى فيهم.. وصاحِبُهُ |
ويَرْشُدُ الغَيُّ في أَخْزى مَباذِلِهِ! |
ما أَضْيَقَ الحُرَّ مِن ضَيْمٍ ومِن جَنَفٍ |
إذا رأى الحَقَّ يُرمى في مَقاتِلِهِ! |
* * * |
قامَ المُمَثِّلُ يبكي. وهو مُبْتَهلٌ |
لِرَبِّهِ.. فَذَرَفْتُ الدَّمْعَ هَتَّانا! |
حَسِبْتُهُ صادِقاً يَطْوِي دَخائِلَهُ |
على هُداهُ.. ولم أَحْسِبْهُ غَيَّانا! |
لكنَّهُ كانَ ما أَشْقاهُ مُنْطَوياً |
على الآثامِ يَرى في الرُّشْدِ بُهْتانا! |
أَشْقى الخليقةِ من تُبْدِي مَظاهِرُهُ |
لَنا مَلاكاً.. وتُخْفي منه شَيْطانا! |