| أَصَغِيرتي. ولقد نَهدْتِ فَحاذِري |
| عَيْنَ اللَّهيفِ. ودِقَّةَ الأَشْراكِ! |
| وَتَجنَّبي نَهْجَ الغُواةِ فإِنَّه |
| نَهْجٌ يَضِجُّ بماجِنٍِ أفَّاكِ! |
| يُبْدي الصَّلاحَ وعَيْنُهُ مَحْمُومَةٌ.. |
| وفُؤادُهُ يَهْفو إلى لُقْياكِ! |
| فَإذا مَشَيْتِ بهِ مَشَيْتِ بِغابَةٍ |
| مَفْروشَةٍ-تُدْمِيكِ- بالأَشْواكِ! |
| * * * |
| تباركتَ ربِّي إن إثْمي يَرُوعُني |
| ولكنَّه يَحْبو اللَّذيذَ فَيُمْتِعُ! |
| فأنْقاد كرْهاً.. ثم أَرْتَدُّ خائفاً |
| إليكَ. ولي في العَفْوِ والفَضْلِ مَطْمَعُ! |
| فهل بَعْد عِصْياني المكرَّر. والهوى |
| أُطاوِعُهُ.. يُومِي إليَّ فأَتْبَعُ! |
| أُلاقي لَديْكَ العوْنَ يَصْرِفُ شَهْوتي |
| إلى الطَّاعةِ المُثْلى.. تَقُولُ فَأسْمَعُ؟! |
| * * * |
| أُفَكِّر في قَوْمٍ مَضَوْا دُونَ رَجْعةٍ |
| وقد كانَ منْهم مَن يَطُولُ الكَواكِبا! |
| فَمِن عَبْقَرِيٍّ يَسْتَنِير بِه الدُّجى |
| كأنَّ له ذِهناً – يُريهِ العَواقِبا..! |
| وَمِن سَيِّد يَزْهُو به الفَضْلُ والنَّدَى |
| شجاعٍ فما يَخْشى الرّدى والنَّوائِبا..! |
| وذي مَنْصِبٍ جَمِّ التُّقى مُتَواضِعٍ |
| أَنالَ. وما أَشْقى الورى والمناقِبا! |
| * * * |
| تذكَّرتُهم فانْهَلَّ دَمْعي تَلَّهُفاً.. |
| عليهم فقد كانوا النُّهى والمواهِبا! |
| وكانوا اللُّيوثَ الضَّارِياتَ على الونى |
| على كُلِّ ما يَطْوِي الدُّمى والأَرانِبا..! |
| أَمِنْ بَعْد هاتِيكَ الرِّياضِ ونَفْحِهَا |
| نحِسُّ اللَّظى يَكْوِي. ونَلْقى السَّباسِبا؟! |
| لقد كانَ بَعْضُ الأَمْسِ كالغَيْثِ هامِياً |
| وقد عادَ بَعْضُ اليْوم كالجَمْرِ واصِبا! |
| * * * |
| فيا رحْمَةَ الله التي تُدْرِكُ الورى |
| فَتُسْعِدُ أَصْلاباً لهم وتَرائِبا! |
| ويَغْدُو النُّحاسُ الأَرْخَصُ القَدْرِ عَسْجَداً |
| وتَغْدو السُّفوحُ الهاوِياتُ ذَوائِبا! |
| أَطليِّ عَليْنا بالمَشارقِ بَعْدما.. |
| غَدَتْ كلُّها إلاَّ القليلَ مغارِبَا! |
| ورُدِّي لنا هذى الشَّراذِمَ في الحِمى |
| كَتائِبَ نَسْتَعْلي بها ومَواكِبا! |