| رَحَلْتُم فأبْقَيْتُم لنا النَّارَ في الحَشا |
| وأَبْقَيْتُم الدَّمْعَ الذي لا يُكَفْكَفُ! |
| فيا لَيْتَنَا كُنَّا رَحَلْنا سَوِيَّةً |
| وكانتْ لنا دارٌ هناك وَموْقِفُ! |
| سَنَرْتَقِبُ اليَوْمَ الذي نَلْتقي به |
| بِكُمْ عند رَبٍّ يَسْتَجِيبُ ويَعْطِفُ! |
| فما عادَتِ الدُّنْيا تَطِيبُ بِدُونِكُم |
| ولا عادَ فيها ما يَسُرُّ ويَشْغَفُ! |
| * * * |
| أيا جَنَّتي الفَيْحاءَ أَمسَيْتِ رَوْضَةً |
| وبَحْريَ مِن مَرِّ السِّنِين غَدِيرُ! |
| فلا كانَ يَوْمٌ لا أَرى الشِّعْرَ جائِشاً |
| بَصَدْرِي له في جانِبَيْهِ هَديرُ! |
| بِرُوحي جَرى مَجْرى الدِّماءِ فأصْبَحَتْ |
| له تَوْأَماً يَسْقِيهِ منه نَمِيرُ..! |
| فماذا أَرَجِّي غَيْرُهُ وهو بَلْسَمٌ؟! |
| لِقَلْبٍ جَرِيحٍ يَحْتَوِيه سَرِيرُ؟! |
| * * * |
| ما أرى في الحياةِ ما يُسْعِدُ الرُّوحَ |
| سوى الشِّعْرِ فهو خَيْرُ سَميرِ! |
| يَتَمَطَّى بين الأضالِع حُبّاً.. |
| وانْتِشاءً ويَسْتَوي في الضَّمِيرِ! |
| ما يَرى في الحياةِ غَيْرَ نقاءٍ |
| أو يَرى في الأَنامِ غَيْرَ قَرِيرِ! |
| أوْ يَرى في الحُطامِ والمَجْدِ إلاَّ |
| شَهَواتٍ لا تُشْتَرى بِنَقِيرِ..! |