ما كُنتُ أَحْسَبُ أَنِّي سوف أَنْتَسِبُ |
إلى الذين على أخْشابِهم صُلِبوا! |
لكِنَّني غَيْرُ مُخْتارٍ هَوِيَّتَهُ |
ولم تُنَبِّىء بها الأقلام والكُتُبُ! |
كأنِّني طائِرٌ قد تاه في ظُلَمٍ |
عن سِربه.فَمَضى في الجَوِّ يَنْتَحِبُ! |
الإِلْفُ والعُشُّ غاب عنه وانْحَجَبَا |
فالقَلْبُ مُنْخَلِعٌ.. والصَّقْرُ مُرْتَقِبُ! |
* * * |
دَرَجُنا على هذا التُّرابُ. ولم نكُنْ |
سوى أَرْجُلٍ تَمْشي إلى حَيْثُ لا نَدْري! |
ولا يَعْرفُ الآتي.. إلامَ مَصِيرُهُ |
وكيف أَتى.. حتى يَصِيرَ إلى القَبْرِ! |
خُطىً سِرُّها في الغيب. والغيْبُ عالَمٌ |
تحجَّب عنا. وهو أَعْلَمُ بالسِّرِّ! |
على الرِّبْح مِن بَعْد السُّرى يَسْتَوي الورى وقد تَعِبوا؟! أم يَستَوُونَ على خُسْرِ! |
* * * |
الثِّقةُ العَمْياءُ يا صاحبي |
أُسطُورةٌ ضَلَّلتِ العالَما! |
لا تَنْخَدِعْ يَوماً بها إنّها |
تُيْبِسُ مِنْكَ الغُصْنُ النَّاعِما! |
يَقِيكَ منها حَذَرٌ ثاقِبٌ |
يكْشِفُ.. حتى تُبْصِرَ الجارِما! |
فَرُبَّ حُلْوٍ قد غَدا عَلْقماً |
منها. وعُرْسٍ قد غدا مأْتَما! |