يا هذه أَوَّاهِ لو تَعْلمينْ.. |
ما كُنْتِ روَّعْتِ الحبيبَ الحَميمْ.. |
بطَعْنةٍ أَدْمَتْ حَشاهُ الكليمْ.. |
فعادَ ما بَيْن الورى كالرَّميمْ.. |
عاد كَشِلْوٍ تَتَّقٍيهِ العُيونْ؟! |
* * * |
كان هواهُ صادقاً يَكْتَوى.. |
بنارِهِ ظمآنَ ما يَرْتَوى.. |
ُّلكِنَّهُ الثابتُ ما يَلْتَوى.. |
عَنْكِ. ولو أَسْلَمْتِهِ لِلْمَنُونْ؟! |
* * * |
يا هذه أَوَّاه لو تَذْكُرِين.. |
تذكَّري الحُبَّ الذي َوثَّقا.. |
ما بَيْن قَلْبَيْنا.. وما أَطْلقا.. |
كان كروْضٍ ناضِرٍ أَوْرَقا |
كُنْتِ فيه. وأَنا أَحْلى الغُصُونْ؟! |
* * * |
الرَّوضُ هذا قد غدا بَلْقَعا.. |
لاقى به بُلْبُلُه المَصْرَعا.. |
وآنَ لِلبُومَةِ أَنْ تَنْعَقا.. |
به. فقد صَوَّحَ فيه الفُتُونْ؟! |
* * * |
يا هذه أَوّاهِ لو تَسْمَعِينْ.. |
منِّي. فإني كنْتُ جَمَّ الهوى.. |
لا أَشْتكي مِنكِ لهيبَ الجوى.. |
ولم يَرُعْني مِنْكِ مُرُّ النَّوى |
وكنْتُ أَلقى مِنْكِ قَلْباً حَنُونْ؟! |
* * * |
وكنْتِ تُدْنِيني . وتُقْصي العُجُولْ.. |
كنْتُ أَنا الصَّرْحُ. وكانوا الطُّلُولْ.. |
كأَنَّكِ السَّكْرى . وأَنِّي الشَّمُولْ.. |
فأَيْنَ راحت كُلُّ هذي الشُّجُونْ؟! |
* * * |
يا هذه أَوّاهِ لو تَشْعُرينْ.. |
بذلك الدَّرْكِ الدُّجيِّ السَّحِيقْ.. |
ما فيه إلاَّ مُدْمِنٌ ما يَفَيقْ.. |
أَغْرَقَهُ اليَمُّ. وعاف الغَرِيقْ.. |
ورُبَّما اغْتالَ الشًّعورَ الجُنُونْ.؟! |
* * * |
لم تَشْعُري . فالزَّهْوُ يَطوِي النَّهى.. |
حتى تَرى الدَّرْكَ يَفُوقُ السُّهى.. |
فَتَتَردَّى. ساءَ مِنْ مُنْتَهى.. |
هذا الذي خَيَّبَ مِنْكِ الظُّنُونْ؟! |
* * * |
يا هذه .أَوَّاهِ لو تَدْرُسينْ.. |
لَكُنْتُ أَوْعى أن يَسُوءَ المصِيرْ.. |
وكنتِ أَحْرى بالنَّدى والعَبِيرْ.. |
من الضَّنى الرَّامِي بهذا الحَفيرْ.. |
ومن صَدىً عالٍ. بغيث هَتُونْ؟! |
* * * |
ما أنا بالشَّامِتِ أو بالحَقُودْ.. |
كَلاَّ فإِنِّي مُشْفِقٌ. فاللُّحودْ.. |
تُحْزِنُني . تَسْلِبُ مِنَّي الرُّقُودْ.. |
على التي شَاهَتْ بِهذي الغُضُونُ؟! |