شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرَّاحِلُ المقيمُ
رحلْتَ وخلَّفْتَ الرّفـاقَ بواكيـاً.
عليـك وكانـوا بالقوافي شوادِيـا!.
وكانوا وما زالـوا إليـك صوادِيـاً.
فَمَنْ ذا الذي يَسْقي ويَرْوِي الصَّواديا؟!.
ومَن ذا الذي يُرْضِي الحواضِرَ كلَّهم.
ومَن ذا الذي من بَعْدُ يُرْضي البواديا؟!.
لقد كنتَ في دُنْيا المَشاعِـر صاحيـاً.
وما كنْتَ في دُنْيا المشاعِـر غافيـا!.
وكنتَ المُجَلِّي في السِّبـاقِ وإنَنِّـي.
سأَغْدو والمُصَلِّي أَيْنَما كنْتُ ثاوِيـا!.
كفَرْعَيْنِ كنَّا دوْحُنا مُتَطاوِلٌ
بِرَوْضٍ نضيرٍ لم يَكُـنْ قَطُّ ذاوِيـا!.
إلى أن دعا داعـي المنيـة مُرْجِفـاً.
فَلبَّيْتَ مـا أقْسـى وأَحْنى المُنادِيـا!.
وسوف ألَبِّيه قريباً وانْثَنى
إليك كنَجْمَيْـنِ الغـداةَ تَواريَـا!.
* * *
أَرَبَّ القَوافي العُصْمِ. أَصْبَحْتَ خالِداً.
فما كنْتَ مِهـذاراً ولا كنتَ لاهِيـاَ.
ولكنَّـه الجِـدُّ الـذي شَرُفَتْ بـه
معانِيكَ حتى نَوَّلتْكَ المعاليا!
فَجُبْتَ الذُّرَى حتى افْتَرَعْتَ سنامَهـا.
وجابُوا سُفوحـاً أَمْحَلَتْ وفيافيـا!.
إذا العبقريُّ الحقُّ غـاب تطاولـتْ.
مآثِرُهُ بين الأنام حوالِيا!
وغاب أُناسٌ قبله ثم بعده
فكانوا فَقاقيعَ الشَّـرابِ الطَّوافِيـا!.
وكنْتَ كَمِثْلِ النَّجْم يَسْطَعُ سَرْمَـداً.
فَيًسْعِدُ أيَّاماً لنا وليالِيا!
وقد كنتَ فَذّاً في الرجـال مُسَـوّداً.
بِفِكْرٍ إذا جَلَّـى أضـاء الدواجيـا!.
وكان عَصِيُّ الشِّعـرِ يُلْقـي قِيـادَه.
إليك ويَدْنـو منه مـا كان نائيـا!.
ونَعْجَزُ عن بعض القريض ويَسْتَـوِي.
لديك مُطِيعاً أحْرُفاً ومعانِيا!
فَتَخْتـارُ منـه ما تشـاء قصائـداً
تَسُرُّ حنايانا وتُذْرِي المآقِيا!
وها كنتَ مِجداباً وما كنت مُصْفيـاً.
كما زعموا بل كنتَ كالنَّهر جاريا!.
ولكنَّكَ اخْتَرْتَ السَّكـوتَ تَرَفُّعـاً.
عن الهَزْل يُزْجِيه الشَّعارِيـرُ هاذِيـا!.
ولَيْتَكَ لم تَسْكُتْ فأنَّى لِبُلْبُلٍ
سكوتٌ فقد يُدْمي السكوتُ الحوانيا!.
* * *
لقد كان بالشَّدْوِ الرَّخيـم مُداوِيـاً.
وكان به نَجْماً إلى الدَّرْبِ هادِيـا!.
رعاكَ الذي أَسْدَى إليك ولم تكُـنْ.
جَحُوداً فأسْدَيْـتَ الأماني الغواليـا!.
لَشَتَّـانَ ما بَيْـنَ الثَّـرى مُتَطامِنـاً
وبَيْنَ الثُّرَيَّا.. حِطَّةً وتعالِيا!
* * *
تَذَكَّـرْتُ ما كُنَّـا بِـه من تآلُـفٍ
حَبِيبٍ ولم أَذْكُـرْ قِلـىً وتَجافِيـا!.
وكيف وما كنْتَ العَزوفَ عن الهُدى.
ولا المَجْد يومـاً فَاسْتَبَنْتَ الخوافِيـا!.
وما كُنْتُـهُ يومـاً فَعِشْنـا. تآخِيـاً
كريماً يُمَنِّينا وعِشْنا تَصافيا!
وما كنْتُ أَرجو أَنْ تَرُوحَ وأَسْتَوِي.
بِرَبْعي حزينـاً دامِـعَ العيْنِ راثِيـا!.
ولكنَّه حُكْمُ القضـاءِ.. ومـا لنـا.
سوى الصَّبْرِ مِعْواناً. سوى الصَّبْرِ آسِيا!.
يُخَبِّرُني أَنَّني. سأَلْقاك في غَدٍ
فيَلْقى كِلانا مِنَّةً وأَياديا!
ونَلْقى مِـن الله الكريـمِ تَجـاوُزاً
ونَلْقاهُ رحْمانـاً.. ونلْقـاه راضيـا!.
تباركْـتَ رَبِّـي.. ما أَجَلَّكَ حانِيـاً.
علينا.. وإنْ كُنَّـا غُـواةً ضوارِيـا!.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :517  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 174
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الرابع - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج