يالَ شبابي الطَّروبْ.. |
يالَ شبابي الحزينْ.. |
يالَ شبابي الضَّلولُ.. |
يالَ شبابي الرَّشيدُ.. |
* * * |
كان في دُنْيا جمالٍ ودلالْ.. |
كان في دُنْيا هجيرٍ وظِلالْ.. |
كان في دُنْيا شُجونٍ ونِضالْ.. |
فهو يَطْوي العُمْرَ.. ما بَيْن جلالٍ وابْتِذال.. |
* * * |
ما يُبالي بِغَدٍ كيف يكونُ.. |
أو بشَيخوخَتهِ كيف تكونْ.. |
كيف والدنيا فُتونٌ وشُجونْ؟ |
بِنُهودٍ شامخاتٍ وعيونْ.. |
وَقُدودٍ مائِساتِ كالغُصُونْ.. |
تُلْهِبُ الحُبَّ وتُغْري بالمُجونْ.. |
* * * |
وارْتوى منها شبابي واكْتوى منها شبابي.. |
فلقد كان شَقِيّاً وسعيداً.. |
والهوى أَلْهَمَهُ الشِّعْرَ فَقالَهُ.. |
والهوى دَلَّله حِيناً وغَالَهُ.. |
فَمَضى يَرْكُضُ هَيْمَانَ شَرِيداً.. |
ما يَرى إلاَّ جَمالاً ضارِيا.. |
ساخِطاً حِيناً وحِيناً راضيا.. |
فهو يُدْمِيهِ ويُمْلِيه القَصِيدا.. |
وهو تَطْويهِ بِحارٌ وقِفارُ.. |
ومَطارٌ عاصِفٌ بعد مَطار.. |
مُبْدِئاً لا يَجْتَويها.. ومُعِيدا.. |
* * * |
وأَتى شيخوخَتَهُ مُنْتَكِسا.. |
مُوغِلاً في دَرْبهِ مُفْتَرِسا.. |
ما ثناهُ شَيْبُه عن دَنَسِ.. |
لَيْتَه مِن بَعْد أنْ وَلىَّ الشبابْ.. |
حادَ عن دُنْيا خَسارٍ وتَبابْ.. |
ومشى في النُّور لا في الغلسِ.. |
لَيْتَني آهِ.. وهَلْ تَنْفَعُني؟! |
أُمْنِياتي؟ هل سَتَمْحو حَزَني؟! |
لا. فإِنِّي مُمْعِنٌ في هَوَسي.. |
* * * |
كيف لا تُرْشِدُني في هَرَمي؟! |
نُهْيَتِي تُنْقِذُني من أَلَمي؟! |
هل أصيبت بالعمى والخرس؟! |
ما أراني غَيْرَ رُوحٍ ضائِعِ.. |
غَيْرَ جِسْمٍ لِهواهُ خاضِعِ.. |
يا له مِن ضارعٍ مُبْتَئِسِ.. |
أَتُراهُ سوف يَلْقى سَنَدا؟! |
يُبْدِلُ الغَيَّ بِقَلْبي رَشَدا؟! |
ويُداوِيني فَيَشفي عِلَلي.. |
أم سأَبْقى سادراً في خَطَلي؟! |
ما أرى لي مَخْرَجاً مِن طَلَلي؟! |
بِصُروحٍ بالتُّقى تَرْتَفِعُ؟! |
* * * |
إنَّ قلْبي رَغْمَ إِثْمي تائِقُ.. |
غَيْرَ أَنَّ الضَّعفَ مِنِّي عائِقُ.. |
فمتى أَقوى؟! متى لا أَخْضَعُ؟ |
إنَّني آمَلُ في هذا الشُّعاعْ.. |
في حنايايَ. وفي هذا الصِّراعْ.. |
بِهِما يُخْصِبُ مِنِّي البَلْقَعُ.. |
رَبِّ هَبْ لي عن خَطايايَ صياما.. |
وسلاماً بعد حَرْبٍ.. وقِياما.. |
أنت ربِّي. وإليَك المَرْجِعُ.. |