عجَبي لِهاتيكَ المواقِفْ |
بين النَّسائِمِ والعواصف! |
عَجَبي لها. كيف اسْتراحَ رِجالُها الشُّمُّ العطارِفْ؟! |
أَلَهُمْ قُلُوبٌ في الصَّدورِ تَضُمُّ أشْتاتَ العواطِفْ؟! |
أَلَهُمْ عُقُولٌ لِلْعظائِمِ في الرُّؤوسِ يَشيحُ عن دَرَكِ السَّفاسِفْ؟! |
أَمْ أَنَّنا أَهْلُ السُّفُوحِ -هَوَتْ- وهم أهْلُ المشارِفْ؟! |
كَلاَّ.. فإنَّ الجَهْلَ سَوَّدَهُم علينا.. والمتارِفْ..! |
كلاَّ.. فإنَّ الضَّعْفَ سوَّدَهُم عَليْنا.. والمعازِفْ! |
وسُقُوطُنا في اللَّهْوِ.. ما بَيْنَ المآزِرِ والمعاطِفْ! |
والرَّكْض في نَهَمٍ إلى مُتَعِ المتاجِرِ والمصارِفْ! |
والخَوْفُ مِن لَهَبِ الحُرُوْبِ. ومِن مُجابَهَةِ القَذائِفْ! |
لَهَفي عَلَيْنا حينَ نَجْنَحُ لِلْمناعِمِ والمباذِلِ والمقاصِفْ! |
والنَّاسُ.. كلَّ الناس إِلاَّنا تَحلَّوْا بالمعارِفْ! |
فَسَمَوْا بِها لِذُرى الحياةِ |
إلى التَّلائِدِ والطَّرائِفْ! |
* * * |
وتسَيْطَرُوا.. بالْعِلمِ.. بالعَقْلِ المُفَكِّرِ.. بالتَّلاحُمْ! |
وتَحَكَّموا فإذا الشُّعوبُ.. اثْنانِ مُخْتَلِفانِ.. مَحْكُومٌ. وحاكِمْ! |
والحاكِمُ اسْتَشْرى.. فَعَادَ |
النَّاسُ. مَظْلوماً وظالِمْ! |
رَضَخَ الضَّعِيفُ المُسْتَذَلُّ |
أَمامَ عاتِيَةِ الصَّوارِمْ! |
ثُمَّ اسْتَراحَ إِلى المَذلَّةِ |
واطْمَأَنَّ إلى القَواصِمْ! |
يالَ الضِّعافِ المُدْمِنينَ |
على الهَوانِ بِلا سَخائِمْ! |
الحِقْدُ أَوْلى بالضَّعِيفِ المُسْتَضامِ على الجُناةِ على المحارِمْ! |
إنَّ الحياةَ بِلا كرامَةٍ |
كَالجِراحِ بِلا مَرَاهِمْ! |
أَيْنَ العَزائِمُ؟! إنَّها |
رَحَلَتْ مَـع الشُّـوسِ الضَّياغِـمْ!. |
ماضٍ أَغَرُّ.. وحاضِرٌ |
راضٍ بأَشْتاتِ الهزائِمْ! |
قامَتْ به الأَعْراسُ شامِخَةً بأَلْوانِ العظائِمْ! |
وغَدَتْ بِنا -نَحْن الأَرانِبَ- حافِلاتٍ بالمآتِمْ! |
لن يَعْرِفَ العَيْشَ الهَنِىءَ |
المُسْتَعِزَّ. سوى الأَكارِمْ! |
* * * |
يا مَعْشَرَ العَرَبِ النِّيامِ |
اسْتَيْقِظُوا وتوحَّدوا! |
وتَآلفُوا فالخُلْفُ مَزَّقَكُمْ.. وضَجَّ المَرْقَدُ..! |
هذي العوالِمُ حَوْلكُمْ |
يَبْغُونَ أَنْ يَتَصَيَّدوا! |
والصَّيْدُ أَنْتُمْ.. لا سِواكُمْ.. والحَقائِقُ تَشْهَدُ! |
إنَّ الرَّفاتَ المُسْتَعِزَّ قُبوُرُهُ تَتنَهَّدُ! |
أَسلافُكُمْ كانُوا الفِراقِدِ في الذُّرى تَتَوَقَّدُ..! |
هلْ فيكموا مِثْلَ الجُدودِ؟! وليس فيكم - فَرْقَدُ؟! |
أَفَتَرْتَضُونَ بِما يُحِيطُ بِكُمْ.. وما يَتَهَدَّدُوا؟! |
فهُبُّوا. فقد يُجْدِي الهَبُوبُ. وحاذِرُوا أَن تُلْحدُوا! |
أَوَّاه.. ما يُجْدِي التَّأوُّهُ |
من يُضامُ فَيُخْلِدُ! |
إنَّا لنَهْبِطُ سادِرِينَ.. وغَيْرُنا يتَصَعَّدُ! |
فمتى نَفُوقُ مِن الكرَى؟! |
ويَقُومُ فِينا السَّيِّدُ؟! |
لِيَقودَنا.. فالنَّاسُ |
تَشْقى بِالزَّعِيم. وتَسْعَدُ! |
أمْجادُنا رَثَّتْ. وسوْفَ بِعزْمِهِ تَتَجَدَّدُ! |