جاذَبْتني ثَوْبي. وكانت عَصِيّاً |
ثُمَ راضَ الهوى جِمـاحَ العَصِـيِّ!. |
يا فتاتي أنا الـذي يَعْـرِضُ اليَـوْمَ. |
فما عُدْتُ بالفُؤادِ الشَّجِيِّ! |
أُذُكُري الأَمْسَ حِينَ كنْـتِ تَصُـو. |
لِينَ علـى كُـلِّ أَعْـزَلٍ وكَمِـيِّ! |
وتَكونِينَ كالنَّسيـمِ.. وكالـرَّوْضِ. |
بِصَفْوٍ عَذْبٍ.. ونَفْحٍ شَذِيِّ! |
وتَكُونِينَ كالصَّواعِقِ أَحْياناً |
وكالرِّيح عاصِفاً.. والأتِيِّ..!. |
* * * |
يا لَها مِن طَبِيعةٍ يَتَلَظىَّ عاشِقٌ مِن بُكُورِها والعَشِيِّ..! |
ولقد كنْتُ عاشِقاً فَتَلَظَّيْتُ |
بطَبْعِ يُشْقي القلوبَ.. عَتِيِّ! |
غَيْرَ أَنِّي كنْتُ الأَبِيَّ فأعْرَضْتُ. ومَا اسْطَعْتِ ذِلَّةً لِلأَبِيِّ! |
كنتُ ظمآنَ للنَّمِيرِ فما جُدْتِ على مُهْجَةِ الظَّمِىءِ بِرِيِّ! |
فَتَخَاذَلْتِ من سُلُـوِّي وإعْراضـي. |
ومَيْلي إلى الطريقِ السَّوِيِّ! |
وتَرَفَّعْتُ عن نداكِ بِفِكْرٍ |
عَبْقَريِّ الـرُّؤى.. وأَنْـفٍ حَمِـيِّ!. |
يَشْتَهي ثم يَنْثَني حينما يَشْعُرُ من زادِهِ بِداءٍ رَوِيِّ! |
كم طعامٍ يعَافُهُ الجائِع الحُرُّ |
ولو كانَ مِن طَعامٍ شَهِيِّ! |
يا فَتاتي إنَّ افْتِراعَكِ للذُّرْوَةِ |
بِدُنْياكِ بَعْدها لِلْهَوِيِّ! |
الرَّبيعُ النَّضِرُ سوْف يُوَلِّي |
فَتَوَقِّي الخَريفَ قَبْل المُضِيِّ! |
واحْذَري نِقْمَةَ الشَّماتِ. فيا رُبَّ شَماتِ يُدْميكِ كالسَّمْهَرِيِّ! |
وَيْ كأنِّي أَراكِ يا رَبَّةَ الحُسْنِ عَجُوزاً تُقْذِي عُيُونَ النَّدِيِّ! |
تَتَمنَّى لو أَنَّها زَكَّتِ الحُسْنَ بِطُهْرٍ ولم تَكُنْ كالبَغِيِّ..! |
فلقد كنتِ نِعْمَةً لِغَوِيِّ |
ولقد كنْتِ نِقْمَةً لِتَقِيِّ..! |
وأَنا ذلكَ التَّقِيُّ الذي كانَ فَخُوراً بِحُبّهِ العَبْقَرِيِّ! |
لم أَكُنْ بالصَّدِيِّ إلاَّ إِلى الحُبِّ. |
عَفِيفاً.. ومُلْهِماً بالرَّوِيِّ! |
شاعِرٌ هائمٌ بِمَجْدِ قَوافِيهِ |
وشِعْرٍ بالخالِباتِ سَرِيِّ! |
وبَروْضٍ تُشْجِي بَلابِلُهُ الفِكْرَ فَيَشْدو بِشِعْرِهِ العُلْوِيِّ! |
حَجَبَتْهُ عَنْكِ المُجونُ. فما بانَ لِعَيْنَيْكِ غَيْرَ عُودٍ طَرِيِّ! |
وانْثَنى عَنْكِ ساخِطاً يَنْشُدُ الحُسْنَ يَراهُ كالكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ! |
مَظْهَراً يَمْلأ العُيُونَ جَلالاً |
يَلْفِتُ الـرُّوحَ لِلْجـلالِ الخَفِـيِّ!. |
آهِ لو كُنْتِ تَعْرِفينَ لما كنتِ شَغُوفاً بِتافِهٍ وغَوِيِّ! |
ولشَتَّانَ بَيْنَ حُبٍّ ضَعِيفٍ |
يَتَهاوى. وبَيْن حُبٍّ قَوِيِّ! |
بَيْنَ حُبٍّ يَـزُولُ وَهْنـاً.. وحُـبٍّ. |
طَـرِبٍ مِـن شُجُونِـهِ. سَرْمَدِيِّ! |
* * * |
مَجِّدي اللهَ يا لَعُوبُ فقد يَغْفِرُ ما كانَ من أَثامٍ فَرِيِّ! |
واذْكُرِيهِ لَعلَّ حاضَرَكِ الدَّامِسَ يَحْظى منه بِنُورٍ سَنِيِّ! |
فلقد يَفْضُلُ الرّبيعَ خَرِيفٌ |
يَرْتَوِي بالرَّشـادِ مِـن بَعْـدِ غَـيِّ! |
سأَرى فِيكِ.. في خَرِيفـكِ حُسْنـاً. |
غَيْرَ حُسْـن ضـارٍ لِهِنْـدٍ ومَـيِّ! |