شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أنا .. والضمير؟!
لِمَ هذا الضَّمِيرُ يَجْلِـدُ في الـرُّوح.
لِماضٍ من الأثامِ كَثيبِ؟!
لِمَ.. وهو الشَّريكُ للجسد الفـاني.
لِما كـانَ مـن هَـوًى مُسْتَجيبِ؟!.
لِمَ لَمْ يَثْنِهِ بِقَوْلٍ رشيدٍ
لِمَ لَمْ يَثْنِهِ بِفِعْلٍ مُنيبِ؟!
والشَّبابُ. الشَّبابُ يَنْفُـثُ عَزْمـاً.
في الشَّرايين جارِياً كاللَّهِيبِ!.
يَزْدَرِي الرُّشْـدَ.. يَشْتَهـي الغَـيَّ. يَطَّـوِي لَيْلَـهُ بَيْـن لَهْـوِهِ والحَبِيب!
والهوى لا يَرِيمُ عنه.. وتغريه
فَرادِيسُهُ بِأحْلى نصيب..!
فَيَظَلُّ المَفْتُـونُ بالجَـدْولِ العـذب.
وبالرَّوْضِ والمُقامِ الرَّحِيبِ!
ناعِماً.. شادِياً بِحُلْوِ التَّغاريدِ ونُعْمى الشُّجُونِ.. كالعَنْدَلِيبِ!
لَيْس يُصْغِي إلى الملامِ.. فيا رُبَّ حُداءٍ في سَمْعِهِ كالنعيب!
كيف يُصْغِي له.. وصوت نَداماهُ النَّشاوى.. يَضِجُّ بالتَّرْحِيبِ؟!
أَيْنَ كانَ الضَّمِيرُ عنه.. وقد كانَ مَريضاً بحاجةٍ لِلطَّبيبِ؟!
لِمَ لَمْ َيرْعَهُ ويَزْجُرْهُ حتى
يتَفادى اللَّظـى بِيَـومْ عَصِيـبِ؟!.
أَفَبَعْدَ المَشِيبِ والضَّعْفِ والحَسْرَةِ من شِقْوَةٍ بماضٍ حَريبِ؟!
يَسْتَفِيقُ الضَّمِيرُ؟! ما كـانَ أَحْـراهُ.
بِلَوْمِي مِن قَبْلُ.. والتَّثْرِيبِ!
أفَما كانَ لي شَرِيكٌ فَأغْضى
في شَبابي عـن السُّلُـوكِ المَعِيـبِ؟!.
كيف يَرْضَى ولو تأبّى
ولو أَنْذَرَ لانصاعَ مُخطِىءٌ لَمُصِيب!.
وتَفكَّرْتُ بُرْهَةً فَلَعَلِّي
أَنا مَـنْ كـانَ هائِمـاً بالقليـب!
رَغْمَ ظَلْمائِـهِ.. ورغْـمَ مَخازِيـهِ.
وما كنْتُ بالمُصِيخ المُجِيبِ!
والضَّمِيرُ الأُسِيْفُ يهتـف بالسَّـادِرِ.
قَبْلَ الهَوِيِّ.. قَبْلَ المغيب..!
وأَصْمَّتْ دَوَّامَى السَّمْعَ.. أَوْ كنْتُ غَوِيّاً.. ولم أَكُنْ باللَّبِيبِ!
فَنَادَيْتُ.. ثم أَنْكَرْتُ ما قالَ ضَمِيري.. وكانَ خَيْرَ حَسِيبِ!
وتخَيَّرْتُ عن خَصيبي بِعُقْبايَ
جَدِيباً.. وما أضَلَّ جديبي!
عُدْتُ منه الرَّسيفَ في القيد أَدْمـاني.
وأَبْكى عَيْني بِدَمْعٍ صَبِيبِ!
أَفَيُجْدِي البُكاءُ حتى ولو كان نَحيباً.
كَلاَّ.. فَوَيْلُ نحِيبي..!
* * *
هذه قِصَّةُ الضَّمِير.. وقد كنْتُ سليباً.. ولَمْ أكُنْ بالسَّليبِ!
لم يَكُنْ بالكَذُوبِ يَوْماً فقد كانَ صَدُوقاً في اللَّوْمِ والتَّأْنيب!
وأنا وَحدِي المَلُومُ. فقد كنْتُ عَتِيّاً.. مُتَيَّماً بعُيُوبي!
قد أَرَبْتُ الماضي.. وكُنْـتُ غَرِيـراً.
أَفأَحْظى بِغَيْرِ يَوْمٍ قرِيبِ؟!
فَعَسى رَحْمَةٌ من الله تُفضي
لاغْتِفارٍ يَجُبُّ كُلَّ الذُّنُوبِ!
جدة/ الخميس: 10/12/1412هـ
11/6/1992م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :449  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 174
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.