شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صدام؟!
اضرِبُوهُ بِخْنجَرِ بَيْن عَيْنَيْه
وقُولوا له.. تَبارَكْتَ رُكْنا!
قـد رفَعْـتَ العِـراق مَيْنـاً إلى النَّجْـم فأَمْسـى لِجـارحِ الطَّيْرِ وَكْنـا!
وتَدَجَّجْتَ بالسِّـلاح فأَرْداكَ وبالْـ
جيْشِ فَأَخْزى.. ولَم يكُنْ لكَ حِصْنا!
وادَّخَرْتَ السُّمومَ تُخْفِـي مناياهـا
لِمن كـانَ في خُطُوبِـكَ.. عَوْنـا!
قدَّموا مـا الْتَهَمْتَـه مِـن سـلاح
وحُطام جَزْلٍ.. أَعَزَّ وأغْنى!
دُونَ مَنٍّ عَلَيْكَ.. يا أيُّها الباغي فإِنَّ الكِرامَ يَأْبَوْنَ مَنَّا!
أَفَكُنْتَ المُمْتّنَّ مِنْهـم؟! وحاشـاك
فقـد كنْـتَ تَمْلأُ الصَّدْرَ ضَغْنـا!
ولقد كنْتُ تُضْمِرُ الغَـدْرَ لِلْمُحْسِـنِ منهـم وكنْـتَ تُضْمِـر طَعْنـا ..!!
وترى فَضْلَهُمُ عليْكَ أَذاةً وتَرى مِنْهُمُ السَّواطِعَ دَجْنا!
إنَّ مَغْناكَ لا العراق فما كان لَيَكْفِي .. بَلْ كُلُّهُمْ لَكَ مَغْنى!
فَلَدَيْهِمْ خَيْرٌ وَفِيرٌ وأَوْلى
أَنْتَ مِنْهم بِهِ ولَنْ تَتَجنَّى!
كيـف تَرْضـى يا سَيِّـدَ القَـدْرِ والخِسَّةِ هـذا وكـان ظُلْمـاً وغَبْنـا؟!
فَتَوثَّبْتَ بالجِحافِلِ تُزْجِيها
إِليْنا تُمَزِّقُ الشَّمْلَ مِنَّا..!
تَسْتَبِيحُ العِرْضَ الطَّهُورَ
وما يُخْزِيك هذا.. ولا تَرى فيه لَعْنا!
ثم تَزْهو بالسَّطْوِ والنَّهْبِ
مُخْتالاً عَلَيْنا. وما تَرَى فيـه جُبْنـا!
الضَّحايا .. يا أَيُّها الفاتِـكُ الوَغْـدُ
سَتُرْدِيكَ دِماها فَتَسْتَـذِلَّ وتَفْـنى!
ما الَّذي نِلْتَـهُ مـن الغَـزْو تَيَّاهـاً
ظلوماً إلاَّ انْخِذالاً وَوَهْنا!
والعِراقُ المَوْتُورُ ما كانَ
يُرْضِيه اعْتِسافٌ.. صَيَّرتَهُ أَنْتَ دَيْنا!
ناءَ منه لكنَّه كان مَغْلوباً
هَلُوعاً يَخافُ قَيْداً وسِجْنا!
أنْتَ صَيَّرْتَهُ تِباباً .. وقد
كانَ جِناناً تَـرِفُّ طِيبـاً وحُسْنـا!
دَجْلَةُ والفُراتُ.. والنَّخْـلُ والغَـرْسُ اسْتَحالَـتْ بِأعْيُـن النَّـاسِ حَزْنـا!
فإذا مَا تَرَكْتَها عـادَتِ البَهْجَـةُ واليُسْـرُ إِليهـا لَفْظـاً شَجِيّـاً ومَعْـنى!
وشَدا الطَّيْرُ في المناهِـلِ مِن بَعْـدِ حُـرُوبٍ أَدمَـتْ وأَشْجَـتْ.. وغَنَّـى!
عَجِبَ النَّاسُ مِن تَمَسُّكَ الأحْمَقِ بالحُكْـمِ.. أكانَ العـراقُ عِنْـدَكَ رَهْنـا؟!
دَعْ لأهْلِ العراق أرْضـاً وأَمْنـاً..
بَعْدَ إِرْهابِهِـمُ .. ولِلطَّيْـرِ وَكْنـا!
كلُّهُم ناقِمٌ وحُرٌّ كَرِيمٌ
فَأَحَلْتَ الجَميعَ عَبْداً وقِنَّا!
لَعَنَتْكَ البِحارُ والجَوُّ والطَّيْرُ
وصاغَتْ مِـن لَعْنِهـا لكَ لَحْنـا!
شادِياً بالنُّضُـورِ منْـك.. وبالخَيْبَـةِ
حتَّى تَغِيبَ عَنْها وعَنَّا!
وتمنَّتْ لكَ الحرائِقُ أَنْ تَدْخُلَ في نارِها.. وأَنْ تَطْمَئِنَّا..!
فاقْرَعِ السِّنَّ نادِمـاً.. واتْـرُكِ الرَّبْـعَ إلى غَيْـرِ رَجْعَـةٍ. فهـو مُضْـنى!
مَسَّهُ الضُّرُّ.. فاسْتَعِـنْ بالشَّياطـين
ودَعْهُ يَفيضُ سلْوى ومَنَّا!
سَتُلاقـي بَيْنَ الشَّياطِـين إخوانِـكَ دَرْكـاً يُرْضِـي الضَّـلالَ.. وخِدْنـا!
سَتُلاقي هُناكَ يَوْماً عَصِيباً
مُسْتَطِيلاً كأَنَّهُ عادَ قَرْنا..!
ونُلاقي نحن السَّلامَةَ والأَمْنَ
ونَجْني غُصْنـاً رَطِيبـاً.. وغُصْنـا!
* * *
إِنَّ في هذه الحياةِ دُرُوساً
كُنْتَ مِنْها دَرْسـاً إلى الكُفْـرِ أَدْنى
جدة/ السبت : 10/12/1411هـ
22/6/1991م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :471  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 8 من 174
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 1999]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج