| كلَُ شيءٍ في حَياتي يا رفاقي.. يَتَغَيَّرْ! |
| وحياةُ النَّاسِ مِثْلي كلُّ حِينٍ تَتَكرَّرْ! |
| إنَّ قلْبي مِن شُجوني وسُرورِي يَتَحرَّرْ! |
| فَغَدِي يضْحَكُ من أمْسٍ كَئيبٍ يَتَعَثَّرُ! |
| * * * |
| ولقد أُصْبِحُ مسْكِيناً وأَمْسي مِثلِ قَيْصَرْ! |
| ولقد يَحْدُثُ عَكْسُ الأَمْر. إنْ كانَ مُقَدَّرْ! |
| ولقد يَنْتَصرُ الجُبْنَ على الشَّامِخ عَنْتَرْ! |
| شَبِعَ الطَّاوِي الذي عاش طويلاً يَتَضَّوَّرُ! |
| وغدا الأَرْنَبُ كالضَّيْغَمِ يَسْتَشِْري ويَزْأَرْ! |
| وغدا العُصْفُورُ صَقْراً جارحاً بالطير يَسْخَرْ! |
| أَنْذَرَ اليَوْمُ فأَبْكى وأَتى اليَوْمُ فَبشَّرْ! |
| فإن قلبي مُطْمئِنٌ لِلذَي قد كنْتُ أحْذَرْ! |
| * * * |
| ازْدَهى اليَوْمُ بِوادي السِّحْرِ والإلْهامِ. عَبْقَرْ! |
| فلقدَ جادَ على الفِكْرِ بما شادَ وضَفَّرْ! |
| ولقد أَجْـزَلَ لِلْحسّ فزكَّاهُ وعَطَّرْ! |
| فإذا باليابسِ المُضْفَرِّ منه عادَ أَخْضَرْ! |
| * * * |
| وإذا بي أنا والشِّعْرُ حَلِيفانِ وأَكْثَرْ! |
| كلَّما نادَيْتُه لّبَّى وأرْغى كَغَضَنْفَرْ! |
| ولقد كان إذا ناديْتُهُ أَكْدى وأَدْبَرْ! |
| ولقد أَوْرَدَ ما أَرْجُوهُ مِن لَحْنٍ.. وأًصْدَرْ! |
| * * * |
| سوف لا أَطْمَعُ مِن بَعْدِ لُهاهُ في حُطامْ! |
| لا ولا في المَجْدٍ.. لو أَرْكَبَني مَتْنَ الغَمامْ! |
| هو أَغْلا ما أُرَجِّيهِ هو الخُلْدُ التَّمامْ! |
| وهو حُلْمِي مُنْذُ أن كنْتُ صَبِياً وغَلامْ! |
| * * * |
| إنَّني أَشْدو بِهِ في الصَّحْوِ أَشْدُو في المَنامْ! |
| وهو أَحْلا مِن رُؤى الحُورِ ومن نَشْوى المُدامْ! |
| وهو أَزْكى من أَرِيجِ الزَّهْرِ في نَضْرِ الكِمامْ! |
| وهو نَسْغُ الحُبِّ يَجْرِي في تَجاويفِ العِظامْ! |
| * * * |
| ما أُعاني بَعْدَهُ مِن مَسِّ فَقرٍ وسِقامْ! |
| فهو النَّشْوةُ والمُتْعَةُ في أَعْذَبِ آلاءِ الغَرامْ! |
| أَوْ أُبالي أجَلِيدٌ حَفَّ رُوحي. أوْ ضِرامْ |
| فهو العاصِمُ والحائِلُ ما بَيْني وما بَيْنَ السَّوامْ! |
| * * * |
| يا هَـوى النَّفْـسِ.. لقـد وَدَّعْـتُ في يَوْمِـي هَواكِ! |
| لم أَعُدْ أخْشى من الحُبِّ ولا مَكْرَ الشِّباكِ! |
| فَخَميلي من الفَرادِيسِ وفي عالي السِّماكِ! |
| فاذْكُرِيني مِثْلَ ذِكْراكِ لِقُرْبي.. في نَواكِ! |