شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
آلام .. وآمال
"مَنازِِلُ أَياتٍ خَلَتْ من تِلاوَةٍ
ومَنْزِلُ أُنْسٍ مُقْفِرُ العرصَاتِ!"
وَقَفْـتُ بِها أسْتَنْشِـدُ الرَّبْـعَ ماضِيـاً
كئيباً.. فلـم أَسْمَـعْ سوى الزَّفَـراتِ!
فقلـتُ لـه.. يا رَبْـعَ مالَكَ مُوحِشـاً
..شَجِيّاً .. فلم أُبْصِر سـوى العَبَراتِ!
فقـال.. وكَلاَّ لم يَقُـلْ.. إنَّهُ احَتَمـى
بِصَمتِ بَلِيغ غامِضِ النَّبرَاتِ!
ويا رُبَّ صَمْـتِ كانَ أَسمَـعَ للـورى
من الصَّوْتِ يَعْلُـو.. أو من الهَمَسَـاتِ!
لقد كانَ لي أَهْلَـونَ شَـوسٌ تَرحَّلـوا
وأَبْقَوْا صَدًى يَهْـوِي إلى الدَّرَكـاتِ!
فما تَـمَّ لي مِـن مُتْعَـةٍ أَسْتطيبُهـا..
ولا ثَمَّ لي حُلْوٌ مِن الضَّحِكاتِ!
شَجاني الأَسـى مِن بَعْـدِهم. وتَأَلَّبـتْ
عَلََـيَّ الـرَّزايا.. من نَـوًى وشَتـاتِ!
وكيف.. وقد كانـوا البُطُولَةَ والنَّـدى
وكنْتُ بهـم في أّرْفَـعِ الدَّرَجـاتِ..!
يَخافُ الخُصـومُ اللٌّدُ مِـن سَطـَواتهم
فَيَنأَوْنَ عنِ حَيْفٍ بهم.. وأذاةٍ!
ويَهْفو إلى ساحاتِِهم كُلُّ بائِسٍ
ضَعِيفٍ. فَيْلقى يانِعَ الشَّجَراتِ!
يلُوذُ بهـا طَعْمـاً وظـلاًّ.. ويَـرتوي
من العَذْبِ يُطفىء لاعـِجَ الجَمَـراتِ!
وقد رَحَلـوا عَنِّي.. إلى غَيْـرِ رَجْعَـةٍ
..ولم يبـق مِمَّـا كان عَيْـرُ فُتـاتِ!
أتَعْجَبُ منِّـي.. مِن دُمُـوعي ولَهْـفَتي
.. على ذلك الماضِي.. ومِن حَسَـراتي؟!
فَقُلْـتُ لـه.. يا رَبْـعُ ما أنا لائِـمٌ
ولكنَّني راثٍ لِكَسْر قَناةِ!
فما أنا إلاَّ مِنْكِ بضعٌ يرُوعُني
ويُفْزِعُني رَوْضٌ غدا كَفَلاةِ!
به العـذبُ مِلْحٌ بَعْـدما كانَ جـارياً
زُلالاً كَنِيل سائِغٍ.. وفُراتِ!
يُدِلُّ ويَزْهـو بالكُمـاةِ وَ.. وأَيْنَهُـمْ؟!
فما عَزَّتِ الدُّنيا بِغَيْرِ كُماةِ!
وما طـابَ عَيْـشٌ يَحْتمي بِظَـلامِـهِ
ولا ضاءَ إلاّ مِن شُمُوسِ حُماةِ!
وها هو يُقَِْصيـهِ السُّبـاتُ عن العُـلا
فهل سوف يَصْحُو بَعْد طُولِ سُـباتِ؟!
لٍيفَتَرعَ الأَوْجَ الرَّفيعَ. ويَسْتَوِي
عليه كريماً دُونَ خَوْفِ جُناةِ!
لقد كانت الأَسْـلافُ مِنَّـا أماجِـداً..
ولكنَّهم بِالْمْجدِ غَيْرُ عُتَاةِ!
جَنى غَيْرُهـم. واسْتَأسَـدوا بِسُيُوفِهـمْ
بما حَصَدَتْ من سُوقَةٍ وسَراةِ!
ومـا وَجَـدَ النَّاسُ الأمـانَ بِقُرْبِهِـمْ
ولا أَخْصَبت المَرْعى بِشرِّ رُعاةِ!
وهم أَخْصَبوا الإجْـدابَ دُونَ تَطـاولٍ
ولا طمع في طَيِّبِ الثَّمراتِ!
فَطَابَ الجَنَى.. واسْتَمْتَعَ النَّاس بالْغِنَـى
وعادَتْ سُفُـوحُ الأرْضِ كالسَّـروَاتِ!
لَشَتَّـانَ ما بَيْـن الفَرِيقيْـن.. راشـدٌ
وآخَرُ غادٍ عاثِرُ الخَطَواتِ!
وحَدَّجَني الرَبْعُ الحَزينُ بِنظْرَةٍ
تفيض أسىً أَعْيا بَليغَ لُغاتِ!
وقال. لقد واسَيْتَني وَتَرَكْتَني..
على غِبطَةٍ مِـن مُقْبِـلِ السَّنَـواتِ!
كِلانا يُريـدُ الخَيْـرَ.. لا أنـا يائِـسٌ
ولا أَنْتَ مِن بُشْرى بِمـا هـو آتـى!
شَكاتُكَ ما تُجْدِي عَلَيْكَ بِـلا صَـدًى
مُجِيبٍ ولا تجدي عَلَيَّ شَكاتي!
سأَصْبِر حتَّى أطمَئنَّ بصَحْوةٍ
تُبَلِّلُ بالعَذْبِ الفُراتِ لَهاتي!
فقد أَيبَسَتْها الحادثات فَأَصْبَحَتْ
كَشَنِّ.. وما يَلْقى حَنانَ أُساةِ!
عَسانا نَرى مِـن مُقْبِـلِ الدَّهْـر آتيـاً
كماضٍ مُضِـيءٍ مُخصِـبِ الجَنَبـاتِ!
* * *
أيا صَبْوَةً أَدْمَـتْ حَشـاي.َ وأَرَّقَـتْ
عُيُوني.. وكانَـتْ أَكْـرَمَ الصَّبـواتِ!
لقد أَجَّجَتْ مِنِّـي الشُّعُـورَ فَألْهَمَـتْ
وقد أَيقَظَتْني مِن عَميقِ سُباتي!
جدة/ الجمعة: محرم/1412هـ
يوليو/1991م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :733  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 174
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.