الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

شكيب أرسلان كتب عن أباطرة الحبشة

نذكر كل هذا عن أباطرة الحبشة عبر القرون المتتالية وما لاقاه رعاياهم المسلمون والمسيحيون على السواء، ولا نعمّم به الشعب الحبشي، فهو جارنا ولنا معه الذكريات الطيّبة لجميع طوائفه على السواء، والذين نشروا العداوة والبغضاء بين مسلميه ومسيحيّيه إنما هم أولئك الحكّام الجبابرة، وما لقيه المسلمون على أيديهم لقيته بعض القبائل المسيحية، لأنهم كانوا في عنصريتهم وعصبيتهم ينصرون هذه القبيلة المسيحية على أختها المسيحية على أساس عرقي موغل في الجاهلية والقبلية والبدائية.

ولهذا فلشعب الحبشة كلّها صداقتنا وجيرتنا ومحبّتنا، ولقد كتب الأمير شكيب أرسلان عشرات المقالات عن سوء معاملة أباطرة ذلك الشعب وما فعلوه بالمسلمين وبغيرهم، كتب تلك المقالات ونشرها في صحيفة (الأمّة العربية) التي كان يصدرها باللغة الإفرنسية في جنيف، وفي الجرائد والمجلاّت العربية في العالم العربي كله خصوصاً الصحف المصرية، وكان يوقع تلك المقالات الصارخة باسمه الصريح، فيما يوقّع بعضها بتوقيعات ورموز بغير اسمه، وكان يتتبّع قضاياهم وكوارثهم تتبّع المستقرىء الخبير العليم، وكان إخوانه من مجاهدي العرب يفعلون مثل ذلك ويؤازرونه وينقلون عنه وعن الصحافة الأوروبية والتركية في عهدها الإسلامي، ويرفعون بكل ذلك صيحاتهم وإنذارهم لجماهير العرب والمسلمين الغافلين المتغافلين، كالأستاذ محب الدين الخطيب صاحب مجلتي الفتح والزهراء بمصر، ومحمد علي الطاهر صاحب الشورى، وأمين سعيد صاحب مجلّة الشرق الأدنى أوّلاً ثم الرابطة العربية، والمجاهد عبد الحميد سعيد، والمجاهد حسن البنّا كلهم بمصر وأمثالهم في سوريا ولبنان والمغرب الأقصى والجزائر.