شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الملك عبد العزيز يحتفي بالدكتور هيكل
ولقد سبقتْ الدكتور هيكل إلى الحجاز سمعته وبعد صيته ومكانته الأدبية المشهورة، وصحيفة (السياسة الأسبوعية) التي كانت أحد مشاعل الثقافة في مصر، ثم في الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه، وكانت مكانته الحزبية في (الأحرار الدستورية) تواكب مكانته في الريادة العلمية، وكانت لمكانة خاله الأستاذ أحمد لطفي السيد ما أضفى عليه وهج البروز في المحافل والأندية، ومن ثم كان في وجوده بين الحجاج في أواخر الثلاثينيات الميلادية حركة للشباب السعودي، ففرحوا بلقياه وأغلبهم من قراء (السياسة الأسبوعية) وبواكير مؤلفاته، وأكرم الملك عبد العزيز وفادة الدكتور هيكل وخصه بما يخص به أمثاله من رجالات العالم الإسلامي، فكرر الاجتماع به والتحدث إليه، فانتهز الدكتور هذه الفرصة فحاور الملك وباحثه وتناقش معه في حاضر العرب والمسلمين ومستقبلهم، ودوَّن خلاصات أحاديثه تلك وضمنها كتاب رحلته إلى الديار المقدسة، وكما عرف مكانة الملك عبد العزيز وقيادته عرف الملك للرجل العالم مكانته الأدبية فتآلفا وتصادقا، وجاء ما حرره الدكتور عن تلك اللقاءات برهاناً على منزلة كل منهما في قلب الآخر.
وقد ذكرت حفاوة الشباب بالدكتور وحفاوته هو به، ويتذكر الأستاذ الكبير محمد حسين زيدان كثيراً من الطرف والملح في لقائه ومن معه من شباب المدينة بهذا الرجل وأمثاله، وللأستاذ الشاعر المبدع محمد حسن فقي ذكريات مع الدكتور فقد لفت نظره وانتباهه ذلك الأديب والشاعر بين رفاقه في الحجاز.
وعلى هذه المنزلة التي كنا نكنها للدكتور هيكل في قلوبنا اخترناه دون غيره ليتولى تقديم كتاب (وحي الصحراء) الذي ألفته مع زميلي المرحوم محمد سعيد عبد المقصود منذ نصف قرن، وذلك الكتاب هو كما وصفناه صفوة الأدب العصري في الحجاز يومئذ، فرحب الدكتور باختياره لكتابة مقدمته وكتبها بروح ودية أدبية صادقة مسهبة، ولقد حملت له نسخة من نسخ الكتاب فور نهاية طبعه في مطابع الحلبي بمصر، وتوجهت إليه في مكتب مجلة السياسة الأسبوعية بمصر مسلماً ومهدياً له الكتاب، ففرح باستلامها ورحب بتلك الحركة الأدبية التي أضاءت في الجزيرة، وكان حديثه معي عن ذكريات حجة ومن تعرف بهم من الشباب يفيض بالمحبة والصدق والتشجيع، وأتذكر أنني قد حملت نسخة أخرى من ذلك الكتاب وتوجهت بها إلى خاله أحمد لطفي السيد، وكان الدكتور هيكل هو الذي أخذ لي موعد زيارتي تلفونياً، فتقبل الكتاب بمحبة وتشجيع، كما قدمت أيضاً نسخاً أخرى هدية مني ومن زميلي محمد سعيد عبد المقصود يومئذ للدكتور فؤاد صروف في دار المقتطف والدكتور صروف الكبير وللأستاذ وديع فلسطين ولكبار أدباء مصر الآخرين، وقد جر الكلام إلى هذا، ذكر الدكتور محمد حسين هيكل وحجه وزيارته للحجاز، وما لا يزال من اجتمع به يومئذ في مكة والمدينة يذكرون ذلك اللقاء وتلك الأيام بالخير ولا ينسونها أبداً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :693  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 53 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.