شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفلات شعرية وأدبية للترحيب بالبعثة
شارك الأدباء والشعراء في المملكة يومئذ في حفلات متوالية في مكة وفي منى أيام الحج، ثم في المدينة عندما وصلت البعثة بعد ذلك إليها، وفي كبرى الحفلات التي أقيمت في مكة ألقى عدد من العلماء والشعراء والأدباء تحياتهم العاطرة، فكان من أبرز من تولى الترحيب من رجالات العرب يومئذ الأديب العالم المصري الشهير الأستاذ محمد الغنيمي التفتازاني، وكان بين حجاج مصر يومئذ، وكان من أبعد أدباء ووجهاء مصر صيتاً وذكراً وزعامة أدبية، وكان بينهم وفد سوري يرأسه دولة الأستاذ جميل بك مردم، والزعيم السوري المشهور بزعيم الشباب "فخر البارودي"، وبينهم الشاعر الشامي المشهور الأستاذ شفيق جبري.
وبين الشعراء الذين ألقوا قصائد ترحيب في تلك الحفلة الأستاذ المرحوم أحمد إبراهيم الغزاوي، وألقى قصيدة رائعة استهلها بقوله:
نهض الشباب إلى الشباب
أرأيت مخضر القباب
وتغنى بعد ذلك في قصيدته بالعروبة وحيا أبناء الرشيد وأشار إلى عواصم العالم العربي، ونسي القاهرة عاصمة مصر، فلم يكد ينتهي حتى كان التفتازاني يتململ في كرسية حنقاً مغاضباً لشاعرنا الغزاوي، مرتجلاً بضعة أبيات قام وألقاها على الجمهور، فكانت من أجمل ما ألهب حماس السامعين، ودوَّى المكان بالتصفيق والهتاف لمصر وللعروبة، فقد خاطب الغزاوي بتلك الأبيات المرتجلة التي لا تحضرني الآن بعد مرور أكثر من نصف قرن، لكن بقي من أبياتها ما أظن أنه:
وذكرت دجلة والفرات
إلى الينابيع العذاب
ونسيت أن "النيل"
سوف يناقش اليوم الحساب
فالتفت الناس إلى الأستاذ التفتازاني وهو يشير إلى الغزاوي بعصاه التي اشتهر بحملها وهو في جبته الأزهرية وأردانه المصرية يحيونه، وقد علا التصفيق له، وكان أول من توجه إليه مداعباً ومعتذراً هو شاعرنا الغزاوي الملوم منه على ما نسي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :585  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 41 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج