شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفاوة دافقة بالبعثة السورية
وصلوا إلى مكة واحتفى بهم الشباب كما احتفت بهم الحكومة، وشملهم الملك عبد العزيز كعادته بكرمه وعطفه وضيافته، وغابوا نحو شهر، ما لبثوا بعد ذلك أن عادوا بنفس الطريق التي توجهوا بها إلى بيروت، ونزلوا في "الكرنتينة" ليقضوا فيها الأيام المحدودة بالحجر الصحي.
وقرأت في جريدة "الأيام" التي كنت أقرأها يوميّاً مترقباً فيها أخبار هذه البعثة من الرسائل التي كانوا يبعثونها من الحجاز، وفيها أخبار تنقلاتهم والاحتفاء بهم في كل مكان من المملكة، وقرأت خبر وصولهم المنتظر إلى بيروت، فعرفت اليوم والتاريخ، فكنت في انتظارهم في ميناء "الكرنتينة" عندما هبطوا إليه، وكان ممنوعاً على الزوار أن يختلطوا بالحجاج عند عودتهم من الحج قبل قضاء الأيام الصحية، فكان معي في الجامعة تلميذ صديق جزائري الأصل، قدم والده إلى لبنان وأقام فيه وأصبح دكتوراً وطبيباً للمدينة الصحية واسمه الدكتور شريف، واسم ابنه وهو زميلي "أمين"، فأخبرت أميناً أنني أريد أن أكون في استقبال باخرة الحجاج لأرحب بعودة الكشاف العربي السوري فيها، فكيف السبيل إلى دخول الكرنتينة؟ فقال لي: سأخبر والدي وسيمنحك الإذن الخاص بذلك، فتتخطى بذلك القيود الصحية الصارمة.
وكان ذلك العهد عهد الانتداب الفرنسي، وهكذا لقيت الدكتور شريف ورحب بي وأخذني معه إلى الباخرة، فكنت من أول من اختلط بالحجاج بهذه الوسيلة، وكان ترحيبي بالبعثة الكشفية حارًّا، وكان ترحيبهم وشكرهم واغتباطهم بما لقوا من الشباب في مكة خصوصاً من كتبت إليهم، وأسميهم مرة أخرى معالي الشيخ محمد سرور الصبان، والأستاذ محمد سعيد عبد المقصود رحمهما الله.
جلسنا في الحجر الصحي ساعات، ذكروا لي فيها أنباء وتفاصيل حجهم وتنقلاتهم والقصائد والخطب التي ألقيت في الترحيب بهم، وكانوا ينوون أن ينشروا أكثرها في صحف الشام، وهكذا فعلوا، وبقي بعضهم يكتب سلسلة من المقالات عن هذه الرحلة وما أدت من مودة وإخاء بين البلدين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :554  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 29 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج