شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فجيعة في معطف
كان صديقنا وزميلنا نجدة فتحي صفوة تلميذاً في كلية الحقوق عندما وقع نظره في شتاء عام 1943م على خبر من دفاتر الشرطة في صحيفة الحوادث المسائية، يقول بهذا النص: "أبلغ مخفر شرطة العيواضية الطالب في كلية الطب خالد القصاب أن معطفه قد سرق من مطعم الكلية والتحقيقات جارية".
بالطبع لم تسفر التحقيقات عن شيء، فأغلب الظن أن أحد أفراد الشرطة، وجلهم من فقراء الشراقوة، قد سرق ذلك المعطف الأرستقراطي للتلميذ الأرستقراطي خالد القصاب، ليتّقي به برد الشتاء القارس لبغداد. أثار الخبر قريحة الزميل نجدة، فبعث إلى السيد عادل عوني، رئيس تحرير صحفية الحوادث بقصيدة يداعب فيها صديقه الدكتور، فيقول تحت عنوان "فجيعة في معطف":
يا معطفاً قد خانني
أيّ عذاب سامني
عفت البكـا منـذ الصبا
وإذ به قد عادني
يـا مـن رأيت معطفـي
ومعطفي قد شاقني
فحيّه مبلّغاً
إياه ما أصابني
هذا الشتاء قارس
وبرده أعاقني
ليت الذي يلبسه
يلقاه يوماً دائني
يخطئ إذ يظنّني
في معطفي كالقاطن
فينبري بصفعة
تريه ما أذاقني
لا تحزنّن خالد
برغم كل عاهن
قد كنت في معطفـك الـ
ـمرحـوم خـير ساكن!
وكان المقلب مزدوجاً عندما تجاوز رئيس التحرير طلب الشاعر بعدم ذكر اسمه، فنشره. وقرأ المقلب صديقهما الأستاذ إبراهيم الخشالي، فواصل الموضوع في قصيدة خفيفة، قال فيها:
قرأت ما قد هالني
وللقصيد شاقني
قريت في "الحـوادث" الـ
ـغـرّاء مـا قـد هاجني
نجدة يرثي معطفاً
لخالد فهاجني
 
طباعة

تعليق

 القراءات :581  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 49 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.