إن كنت ترتاب ما أنت سامعه |
أو كنت تطلب تصديقاً لأقوالي |
فانظر إليّ تجدني شاعراً سلبت |
منه القوافي صفاء الذهن والبال |
يهذي بأشعاره والناس تغبطه |
مكانة الملتقي والمنبر العالي |
أما "الرصيد" فسائل عنه في حذر |
"بنك الرياض" الذي ينبيك في الحال |
"رقم اليتيم" على يسراه قد بركت |
أصفاره العشر دهراً دون ترحال |
* * * |
أما الخزانة عندي فهي عامرة |
بالشعر وهو عقاراتي وأموالي |
قد مر يوماً بها لص فأدهشه |
أن الخزانة عندي دون أقفال |
تفحّص الشعر فيها ثم دس بها |
قولاً يقال لمرضى الشعر أمثالي: |
"اعزف عن الشعر واجهد أن تحوذ على |
مال فإنك مثلي معدم الحال" |
* * * |
وقال أيضاً، ويا لله منطقة |
يصوغه مرسلاً من غير مرسال: |
أخطأت دربي وقد كنت الجدير بأن |
أبغي الغنيمة في دكان بقال |
وليس في خزنة للشعر صاحبها |
يهفو الى المجد، فيما جيبه خال |
وقال لي غاضباً: هلا تركت بها |
شيئاً من النقد إكراماً لأطفالي |
فاذهب بخزنتك الشوهاء لا عدمت |
فاراً يحقق فيها بعض آمالي |
فيقرض الشعر منهوماً (يفتفته) |
ويشيع البطن من "كاف" ومن "دال" |
ثم استشاط وألقى حكمة بقيت |
في الذهن تخطر إلحافاً على بالي |
إذ قال لي "أنت والأشعار قاطبة |
في عصرنا لا تساوي ربع مثقال"! |