شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
زاهد في زهده
زار أحد الأدباء صديقنا الشاهر د. زاهد محمد زهدي ووجده في حالة مالية لا يحسد عليها مخلوق، وهو على خلاف حالة الشعراء في هذه الأيام حيث أصبح أكثرهم تجاراً لا يشغلهم شيء كقراءة الوول ستريت جرنال وصحيفة الفاينانشال تايمس، ولا يلتفتون فيها إلا إلى صفحات الأسهم والسندات وأسعار الدولار والين. ذهبت أيام خليل أحمد الفراهيدي وجاءت أيام بيتر جي.
وجد الأديب الضيف صاحبه الدكتور في ذلك الضيق، فاراد أن يهوّن عليه فذكره بقول الشاعر:
هون عليك وكفكف دمعك الغالي
لا يجمع الله بين الشعر والمال
حركت هذه القافية قريحة الشاعر الدكتور زاهد، فواصلها بأبيات يخاطب فيها صديقه الضيف بالظرف الذي تميّز به شعره. وما زال في ذلك حتى تحولت الشكوى إلى قصيدة طويلة طريفة ألقاها في ما بعد بالحفل الذي أقامه بنك الرياض في جدّة في 20 ديسمبر (كانون الأول) 1994م، وأقتطف هذه الأبيات مما قاله:
إن كنت ترتاب ما أنت سامعه
أو كنت تطلب تصديقاً لأقوالي
فانظر إليّ تجدني شاعراً سلبت
منه القوافي صفاء الذهن والبال
يهذي بأشعاره والناس تغبطه
مكانة الملتقي والمنبر العالي
أما "الرصيد" فسائل عنه في حذر
"بنك الرياض" الذي ينبيك في الحال
"رقم اليتيم" على يسراه قد بركت
أصفاره العشر دهراً دون ترحال
* * *
أما الخزانة عندي فهي عامرة
بالشعر وهو عقاراتي وأموالي
قد مر يوماً بها لص فأدهشه
أن الخزانة عندي دون أقفال
تفحّص الشعر فيها ثم دس بها
قولاً يقال لمرضى الشعر أمثالي:
"اعزف عن الشعر واجهد أن تحوذ على
مال فإنك مثلي معدم الحال"
* * *
وقال أيضاً، ويا لله منطقة
يصوغه مرسلاً من غير مرسال:
أخطأت دربي وقد كنت الجدير بأن
أبغي الغنيمة في دكان بقال
وليس في خزنة للشعر صاحبها
يهفو الى المجد، فيما جيبه خال
وقال لي غاضباً: هلا تركت بها
شيئاً من النقد إكراماً لأطفالي
فاذهب بخزنتك الشوهاء لا عدمت
فاراً يحقق فيها بعض آمالي
فيقرض الشعر منهوماً (يفتفته)
ويشيع البطن من "كاف" ومن "دال"
ثم استشاط وألقى حكمة بقيت
في الذهن تخطر إلحافاً على بالي
إذ قال لي "أنت والأشعار قاطبة
في عصرنا لا تساوي ربع مثقال"!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :874  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.