شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مرثــــيَّة الحُلمْ الأخضَر
سِنينَ، تَخَفَّيْتُ في عالمٍ مُسْتَعارْ
تُشَرِّدُني لهفةُ العشق في جُزُرٍ
ما رأَتْ أَبداً عَرَباتِ النَّهارْ
وكنتُ على عُشْبِ أَرْصفَةِ الْمَناماتِ
أَقْرأُ شيئاً، وأكتبُ شَيئاً
فأقطف لَيْلَكةً مِنْ حَدائقِ ذاكِرَتي
وأزرعُ سَوْسَنَةً في حِوارْ
وأركضُ كالطفلِ خلْفَكِ
مِلْءُ يَدَيَّ حَكايا مُلَوَّنَةٌ ظَنَنْتُ سَتُرْضيكِ
تُكَسِّرُ صَمْتَكِ، أدميتُ كَفَّيَّ بَحْثاً عنِ الْكَنْزِ
عن كُرةٍ مِنْ زُجاج الْفَرحْ
نِسَجْتُ لكُل لِقاء مَطارِفَهُ مِنْ جَميلِ الْكلامْ
وألبستُ هذا الْهَوى حُلَّةً مِنْ حِرير الصِّيامْ
وحَمْلَقْتُ في قَدَمَيْكِ طَويلاً
لأَنْسُجَ خُفَّيْنِ من عُشْبَةٍ لم تَريها
وحِكْتُهُما في ليالي الْعِبادَةِ
بَعْدَ تِسِلُّقِ جُدْرانِ ألْفِ منامْ
وهَرَّبْتُ صَوْتَكِ عَبْرَ ضُلوعي
لأُبْعِدَ عنهُ الشَّحيحينَ
واسْمُكِ خَبَّأْتهُ في جُيوبِ الْقَوافي
سِنينَ، وبَدَّلتُهُ في فُصولِ الْحِصارْ
فكانَ سُلَيْمى، وكانَ سُعاداً، وكانَ النُّوارْ
وصلَّيْتُ حُبَّكِ سِرّاً
وناجَيْتهُ بينَ هذا الْمَنامِ وذاكَ الْمُقامْ
وهَدْهَدْتُهُ بين ضِلْعٍ وضِلْعٍ
وأَخْفيتُهُ عَنْ ضَجيجِ النَّهارْ
وأَرْهَقني السِّرُّ خَمسَ سِنينَ
فأنزعُهُ مِنْ سُهولِ الْخُزامى
وأزرعُهُ في حُقولِ الْعَرارْ
وكانت فَراشاتُ عُمْريَ
تَرْقُصُ حَوْلَ زُهورِكِ
تَشْربُ رائِحَةَ الْياسَمينِ
وتهمسُ في أُذُن الْجُلَّنارْ
وتَرْسو على خَوْخَةِ الشَّفَتَيْنِ مَحْرومَةً
بَيْنَ حُمَّى الرِّغاب، وصَوْنِ الثِّمار.
* * *
وأَغْلقتِ بابَكِ دوني
وأَرْصَدْتِ مِحْرابَكِ الْمُتَخَفِّي بوَجْهِ صَلاتي
فَعُدْتُ شَريداً كما كُنْتُ
قبلَ وُصولي إلَيْكِ
فلا سَكَنٌ يَحْتويني
ولا شَمْعة في مَزارْ
شِفاهُ الْمنامات ذابِلَةٌ
والْعَصافيرُ شارِدَةٌ
والْفَراشاتُ يَلْسَعُها الْبَرْدُ خَلْفَ الْجِدارْ
وخُفَّاكِ سَيِّدَتي
نائِمانِ على بابِ حُبِّي بدونِ ضَجيجٍ
يُعَشِّشُ بَيْنَهُما طائِرٌ مِنْ غُبارْ
1973
 
طباعة

تعليق

 القراءات :340  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 59 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.