شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الــزَّوْرَق
لي زَوْرَقٌ مِنْ خُيوطِ الضَّوْءِ قامَتُـهُ .
ويُشبِهُ الْقَلْبَ، إنْ لامَسْتهُ وَجَبـا
أَنْشأْتُه يومَ كانَ العمـرُ في يَفَـعٍ
وقلتُ: هذا لِمَنْ أَهْوى إذا رَغِبـا
أنزلْتُه البحرَ تَوّاقاً لِمُقْبِلَةٍ
تُتَرْجِمُ الْحُلمَ لي مَثْـوىً ومُنْقَلَبـا
وقلتُ: إنْ لم أَجِدْ في البَرِّ مَسْكَنَها
فَفي الْبحار أَراها والهوى طَرِبا
أليسَ للبحـرِ حـورٌ يغتَسِلْنَ بـهِ .
يعْشقْنَ مَنْ ضَلَّ في الدنيا أوِ اغْتَرَبا؟ .
أليسَ مَنْ ضَاقَتِ الدنيا بمَطْمَحـهِ
هو الغريبُ بها حتى لَـوِ انْتَسَبـا؟
وخضْتُ كُلَّ بحارِ الكوْنِ أَسْأَلُهـا
عن التي رسمَتْ قلبي كَمـا طَلَبـا .
* * *
لكنَّ قلبِيَ لم يُفْتَحْ لِغانِيَةٍ
حتى اللواتي نَسَجْنَ الموجَ لي عُشُبا
واخْتَرْنَ لي في مدى التِّرْحالِ مُنْتَزَهاً .
يَهْزُزْنَ نخلَ الْهوى كي ألقُطَ الرُّطَبا
* * *
طالَ الرحيلُ ِ ولم أُدرِكْ لَها أَثراً
وكاد يُغرِقُني عمري الذي انْسَحَبا
وخَلَّعَتْ زَوْرَقي هوجُ الرِّياحِ فلا
في البحرِ عِشْتُ ولا بَرٌ إليَّ حَبا
وعندما نسـجَ النُّسيـانُ شَرْنَقـةً
حَوْلَ الأماني وقلتُ: الْمُشْتهى نَضَبا
رأيتُها مثْلَ وجهِ الصُّبحِ مُشْرِقَةً
تُحاوِرُ الزَّهْرَ والأطْيارَ والسُّحُبـا
ناديتُ: أَنْتِ الْهوى والْحُسْنُ سَيَِّدتي
وأنتِ مَنْ أوفدت قَلبـي لما ذَهَبـا
تَلفَّتَتْ وحَياءُ الْحُسْـنِ يَخْضُبُهـا
وباغَتَتْني بِرَدٍّ خلتُ كَذِبا
قالتْ: أتيتَ وقد فاتَ الأَوانُ فَعُدْ
الشَّيْبُ غَشَّاكَ حتى مازَجَ الْهُدُبـا
نسيتَ أنك بَعْدَ الشيبِ تَعْشَقُـني
وإنني زَهْرَةٌ في مِهْرَجـانِ صِبـا؟.
غَطَّيْتُ رأسي بكلتا راحَتيَّ كمـا
لو كنتُ أهربُ فيما يفضحُ الْهَرَبا
ما كنتُ أعلمُ أنَّ العُمْرَ يشرَبُـني .
كأساً ويَنْسى على أَهْدابِيَ الْحَبَبـا .
1983
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :350  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 52 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج