| أثـار بـي الفُضـولُ، أبـا البَـراء، |
| سـؤالاً عنـك ضـاق بـه وعـائـي |
| فشـأنـك عنـدنـا لُغْـز عَصِـيٌّ |
| ولسـتُ لحَلِّـه أبـداً بِـراءِ |
| أجبنـي بالصـريـح، فَدَتْـك نفسـي |
| وجَنِّبْنـي أسـاليـبَ المِـراءِ |
| عَجِبنـا مـن عُـزُوبـك، كيف تبقـى |
| بَعيـدَ الـدار عـن أُمّ البَـراءِ |
| شُهـوراً أو سنينـاً فـي اغتـراب |
| وأسفـار ينـوء بهـا التَّنـائـي |
| وزيـراً أو سفيـراً أو لأمـرٍ |
| تطـوف كمـا سَـرى قَمَـر السمـاء |
| فـريـداً فـي مَحـافـلَ زاخـراتٍ |
| بـأنـواع المَفـاتـن فـي المسـاءِ |
| وحـولَـكَ مـن نُجوم العصـر جمـعٌ |
| وحـولـك مـن مُثيـرات المَـرَائـي |
| فـإنـي اليـوم في الخـرطـوم فـردٌ |
| وفـي النُّـزُل الكبيـر بهـا ثَـوَائـي |
| علـى النيـل الأُزَيْـرِق حيـث قامتْ |
| بشـاطئـه أعـاجيـبُ البَهـاءِ |
| تَقَضَّـتْ خَمْـسَ عَشْـرَة مـن ليـالٍ |
| كَـأنـي تـارك روحـي ورائـي |
| ومـن أَلم النـوى في النفـس بـاحـتْ |
| بـآثـار الجَـوَى، فـاسمـع غنـائـي |