شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إن خانك الحظ يوماً لا تكن حَرَضا
(من بواكير الصبا)
كنت، وأنا طالب في المدرسة الخُسْروية التي بدأت فيها دراستي الشرعية النظامية بحلب (وقد سميت فيما بعد بالثانوية الشرعية) – كنت كثير المطالعة مع والدي رحمه الله في ديوان (اللزوميات) لأبي العلاء المعري وذلك في الشطر الأول من العشرينيات (1922 – 1926م)، وكانت تستهوينا جزالتها وحكمياتها، ووالدي شديد الولع والإعجاب بها.
فتاقت نفسي في بعض الأيام أن أصوغ لزومية، بعد أن قرأت لأبي العلاء في ديوان صباه (سقْط الزنْد) قصيدته التي مطلعها:
منكِ الصدود ومني بالصدود رضا
مَن ذا علي بهذا في هواكِ قضى؟!
فنظمتُ على بحرها ورويّها اللزومية التالية في الضاد المفتوحة مع الراء:
بِئس الكسولُ الذي يجثو بهمته
والغِرُّ من غُرَّ من دهرٍ بما عَرَضا (1)
تُنْحي الليالي على ما أنت شاهده
فيها، فلا جوهراً تُبقي ولا عَرَضا
إلاَّ جميلَ فَعالٍ أنت شائده
وحسنَ ذكرٍ يُرى للناس فيه رِضا (2)
فانهض بعزمك فيما أنت قاصده
ولا تَقلْ في مَرومٍ: وقتُه انقرضا
ودَعْ حليفَ الأماني في مَحاسِبِه
فقلَّما تلد الأيامُ ما فَرَضا
ولا تكن وَكِلاً، مَرْضى عزائمه
يظلُّ دون خُطاه الخَيْمُ معترضا (3)
كم من مُجِدٍّ بأمرٍ كاد يدركه
ففاته الأمر لما عزمه مرضا
فجدّد العزمَ إن أكديتَ في عملٍ
إنْ خانك الحظُّ يوماً لا تكن حَرَضا (4)
إن الرماية لا تَسْتدُّ في رجلٍ
ما لم يكن في مئاتٍ أخطأ الغَرَضا
عليك ما جلَّ من جُلَّى ومكرمةٍ
ولا عليك إذا ما حاسِدٌ غَرِضا (5)
كن مُقرضاً حسناً لله مُؤْتَجِراً
ولا تكن في الورى ما اسْطَعْتَ مقترضا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1002  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .