تَلاقَى الرَاحُ والزَّجَلُ |
فهُزُّوا الكأسِ وارتَجلُوا |
ألا بالرُوح دَوْلتُكم |
تهابُ لقاءَها الدُّولُ! |
لَكَمْ حَجّتْ لها مُهَجٌ |
وكَمْ طافَتْ بها مُقَلُ |
تَخومُ الدَّهْر مَغْرِبُها |
وَمَشْرقُ شَمْسها الأزَلُ |
يَرّفُّ الحُبّ مَجْلِسَكُمْ |
ويَغْمُرُ جَوَّهُ الجَذَلُ |
صَفَا كالنورِ جَوْهَرُكمْ |
فلا غِلٌ ولا دَخَلُ |
إذا ازْدَحَمَتْ على الدنيا |
نُفوسُ الناسِ واقْتَتَلوا |
وثارَ الجَدْلُ بَيْنَهم |
وضَجَّ السَهْلُ والجَبَلُ |
حَبْسْتُم ماءَ وَجْهكُم |
وصُنْتُمْ منه ما بَذَلوا |
وأضْحَكَكُمْ تَهافُتُهم |
على الطِينِ الذي جُبلُوا |
يَهُزُ نُفوسَكُمْ نَغَمٌ |
ويُطْلِقُ دمعَكمْ طَلَلُ |
يُهاجم بَعْضُكم بَعْضاً |
ولا نارٌ ولا أسَلُ |
قُصارَى هَزْلِكمْ مُلَحٌ |
وغايَةُ جَدِّكم غَزَلُ |
قنابلُكمْ إذا هَدَرَتْ |
على أهْدابِنا قُبَلُ |
وشَوْكُكُمُ رَياحينٌ |
أنَا بعَبيرها ثَمِلُ |
تَرَكتُمْ ألْفَ هاروتٍ |
يَقُضُّ فِراشَهم خَجَلُ |
تَحدّيْتُمْ عَجائِبَهمْ |
فلَفُّوا الحَبْل واعْتَزَلوا |
وماذا يَصْنَعُ السِّحْرُ |
إذا أهْلُ الهَوَى زَجَلوا؟ |
حُماةَ الفَنّ عَفْوَكُمُ |
إذا ضاقَتْ بيَ الحِيَلُ |
غَسَلْتُمْ بالشَذَا قَلْبي |
فيا أعدائيَ اغْتَسِلوا |
تَولَّى العَيُّ شَيْطاني |
وأخْرَسَ صَوْتَه الوَجَلُ |
أنا في دَوْحِكُمْ طَيْرٌ |
مَهِيضُ الجُنْح مُبْتَذَلُ |
أعيرُوني جَناحَينِ |
يَمُجْ في دَرْبِيَ الأمَلُ |
حَمَلْتُ إليكُم قَلْبي |
إذا ما فاتَني الزَجَلُ |