| أُحِبُّكَ يا ضِرغامُ لا مُتزلفاً |
| فإِني إِذا أحببتُ لَمْ أَتزلّفِ |
| ولكن لأنَّ الخيرَ فيك سجيةٌ |
| ولا خيرَ في شَرعي بخيرٍ مُزيَّفِ |
| عرفتُكَ أيَّام الشَّبابِ وبعدَه |
| أَخا هِمَّةٍ، لكن بغيرِ تَصلُّفِ |
| جريئاً على الأحداثِ تدفعُ شرَّهَا |
| بصحةِ إِيمانٍ وحُسنِ تَصرُّفِ |
| تُطَوِّقني بالغَارِ في كُلِّ مَجلسٍ |
| وتَغْمُرُ شِعري بالثَّناءِ المُشرِّفِ |
| وأَشهدُ أَنِّي لم أكنْ غيرَ شمعةٍ |
| تبصُّ قليلاً في الظَّلامِ وتَنْطفي |
| ولكنَّ عينَ الحُبِّ في حَلَكِ الدُّجَى |
| تَرى الحُسنَ لكنْ إِن بدا القُبحُ تَطرفِ |
| قطعتُ لِساني إٍِنْ مدحتُ لِغايةٍ |
| وغيَّرتُ بين الليلِ والصُّبحِ مَوقِفي |
| أُحبُّ عَدوِّي أَو أُجانِبُ بُغضَهُ |
| فما بالكمْ بالصَّاحِبِ الصَّادقِ الوَفي؟ |
| فؤادي على كَفي يفيضُ مَحبَّةً |
| فإنْ خانَني خِلّي فبالعُتبِ أَكتفي |
| أقولُ لِقلبي - والمتاعبُ جَمّةٌ - |
| تَسلَّحْ لها بالعَزمِ والصَّبرِ تخْتفِ |
| صديقُك من يُعطيكَ من فيضِ قَلبِهِ |
| وليسَ الذي يُعطي عَطاءَ تَكَلُّفِ |
| لقدْ قُبِّحَ الإِسرافُ، لكنْ إذا انطوى |
| على البِرِّ والتَّقوى، فيا قلبُ أَسرِفِ! |