أطلَّ على الكونِ هذا الصَّباحْ |
وفي مُقلتي دَمَعةٌ حَائِرهْ |
تبسَّم حوليَ ثغرُ الأَقاحِ |
فنهنهتْ أَنْفاسُه العَاطِرهْ |
حَنانَيكَ يا عَبقريَّ الوِشاحِ |
جراحي – وُقِيتَ الأَذى – ثائرهْ |
هزاركُ هبَّتْ عليه الرِّياحْ |
فأَودتْ بآمالِهِ العَاطِرهْ |
وجارَ عليه الزَّمانُ الوقاحْ |
فلاذَ بِعُزلتِهِ الجائرهْ |
طويتُ على دمِ قلبي الجَناحْ |
مَخَافةَ نظراتِه السَّاخِرَهْ |
وماتَ على شفتيَّ الصداحْ |
أَيبعثُه اللهُ في الآخِرهْ |
وداعاً زمانَ التَّصابي |
وعهد الندى والشبابِ |
وقفتُ على كُلِّ بابِ |
لعلي أُخففُ ما بي |
فخابَ رجاءُ الترابِ |
إلى اللهِ أَشكو مُصَابي! |
تبدَّل أَيَّار في ناظِري |
فلا تنعتُوه بشهرِ الزُّهورْ |
رويتُ بمدمعي الحائرِ |
ثراه وكان عريسَ الشُّهورْ |
ولكنَّ في وجهِهِ الغائرِ |
حكايةُ جرحٍ عميقِ الجُّذورْ |
يقرُّ بأولِها خَاطري |
وتكسرُ قلبي بقايا السُّطور |
أأيارُ أين ابنةُ الشاعرِ |
تفيضُ على الكونِ بسمةَ نَور؟ |
أُطالِع في وجهِهِا غابري |
وأَزرَعُهُ قُبُلاتِ الغرورْ |
وأَجعلُ من مَهدِها الطاهر |
نَديَّا يُغيّم فيه البَخور |
سقى اللهُ تلك الليالي! |
إذا هي مرَّت بِبالي |
ركبتُ جَناحَ الخيالِ |
أُضاحكُ بنتَ الدلالِ |
سعادُ عروسُ الجمال |
تعالي إليَّ تعالي! |
* * * |
سعادُ انقضى عامُكِ الأَّول |
فقومي نردُّ فنونَ التَّهاني |
لِداتُك في البابِ قد هَرولوا |
تقودُهُمُ فِتنةُ المِهرجانِ |
فشا خَبرُ العيدِ فاستعجلوا |
خُطاهمْ حذارِ فواتَ الأَوانِ |
فأين القطائفُ كي يأكلوا |
وأين الشرابُ وأَين الصواني؟ |
وأَينْ الأراجِيحُ كي يزجلوا... |
... وأَين المُغنِّي وأَين الأَغاني؟ |
سعادُ اطلعي بينَهم يجتلوا |
على مقلتيكِ ربيعَ الجِنان |
سريرُك يا مُنيتي هَيكلٌ |
عيدُك عيد الهوى والأماني |
بنيةُ أَين الجوابْ؟ |
أحلمي هذا سرابْ؟ |
إلهي إليك المآبْ |
رددتَ إليَّ الصَوابْ |
فألفيتُني في السَّحابْ |
وكفي ترشُّ التُّرابْ! |