أثارتْ نار أَشجاني |
وهاجت دَمعِيَ القاني |
على نظراتها الخرسِ |
حكايةُ أَمسيَ الداني |
أَلم تفرحْ لأفراحي |
أَلمْ تحزنْ لأَحزاني؟ |
أَما أَنزلتُها – كَرمى |
لعينِ سعادَ – أَجفاني؟ |
لكمْ رقصتْ على صوتي . |
وكم رقدتْ بأَحضاني! . |
سلوا عنها وعن حسُّونَتي أهلي وجِيراني |
هما عنديَ في الحُبِّ |
وفي النشأةِ أختانِ |
وقَفتُ عليهما قلبي |
وأحلامي وأَشجاني |
* * * |
يقولُ الصَّحبُ لا تيأسْ |
فإنَّ الدَّهرَ يَومانِ |
لئن عَبَستْ لك الدُّنيا |
هل تصفو لإِنسانِ؟ |
غداً تضحكُ للبُشرى |
ويضحكُ دهرُكَ الجَّاني |
حنانَيكم حَنانيكمْ |
حَرقتُمْ قلبَ لَهفانِ |
شُغِفْتُ بتربِ زغلولي |
ولعبتِها وأَشجاني |
يزيد صَداي ماؤكُم |
ويُذكي حَرَّ نِيراني |
أنا العَاني فمن يمسح دمعَ البائِس العَاني؟ |
أَنا المَفجوعُ في أَملي |
فمن يَرثي لِولهانِ؟ |
جِراحي لا تُضمِّدُهَا |
رُقاةُ الإِنسِ والجَانِ |
إِذا هَادنني جُرحٌ |
تفَجَّرَ في جُرحَانِ |
دعني من تعازِيكم |
لقد مزقتُ شرياني! |
* * * |
أَطلَّ الفَجرُ في ثَوبين من أَلَقٍ وعقيانِ |
يُشِعُّ البِشرُ في الطيرِ |
وفي الزَّهرِ وفي البَانِ |
ويرقصُ رقصة النشوى |
على أَنغامِ نَشوانِ |
فمالي لستُ ألقاهُ |
على أملٍ ويَلقَاني؟ |
أَلمْ أَفِتنْ عرائِسَهُ |
بأَلحاني وألواني؟ |
أَلمْ أسبقْ بَلابِلَهُ |
إلى دَوحٍ وغُدرانِ |
بلى يَا أم زغلولي |
ولكنْ أينَ أَفناني؟ |
مشتْ في قلْبِنا البَلوى |
على أيكٍ وبُستانِ |
فأَنَّى يَضَحَكُ الفجرُ |
لِحائرةٍ وحَيْرانِ؟ |
كِلانا لا عَزاءَ له |
فلا نَطمعْ بِسلوان |
تعالي نُحي في الذِّكرى |
بقيةَ عُمرنا الفاني |
غداً يَجمعُنا الموتُ |
بها في العالمِ الثاني! |