شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بقايا صورة
نَهْنَهْتُ عنكِ القَلْبَ يا غَلْواءُ.
قُولي لِقَلْبكِ إنَّنا غُرَباءُ
مالي وللآمالِ أسْقيها دَمي
هَيْهاتَ لن يُجْدي الغَريقَ رَجَاءُ؟.
بَيْني وبَيْنكِ فَجْوةٌ لا تَنْتَهي
"زَرْقاءُ" في بَيْدائها عَشْواءُ
سَمَّرتُ أقدامي على أبْوابها
بل سَمَّرتْني عِفةٌ وحَياءُ
ماذا يُفيد الطيرَ أنَّ جَناحَه
حُرٌ إذا سُدَّتْ علهي جُواء؟.
شاءتْ لنا الأقْدار ألاَّ نلتقِي
إلا كما تَلْقَى الهلالَ ذُكاءُ
لكِ مِنْ عَفافِك مَعْقِلٌ وعليَّ مِنْ.
أدَبي ونُبْلي والتُّقَى رُقَباء
كَمْ مَجْلسٍ لولاكِ لَمْ يَسْتَهْوِني.
كُرْمَى لعينكِ تُكْرَم الضَوْضاء
لَمْلَمْتُ أحْلامي إليه يَقُودني
أملٌ صَدٍ وصَبابةٌ عَمْياءُ
أذْني إلى هَرْج الجلوس ومُهْجَتِي.
مَشْغُولةٌ عَنْ هَرْجهم صَمّاءُ
حامَت على شَفَتَيْكِ أو أَغْفَتْ على.
نَهْدَيك... تَحْدُوها المُنَى الشَّقْراءُ.
حَسْبِي إذا غَصَّ الفُؤاد بمائهم
خَدُّ أغَرُّ ومُقْلَةٌ نَجْلاءُ
نَتَبَادَلُ النَّجْوى حَديثاً فارغاً
ومِنَ الهُراء بلاغةٌ عَصْماءُ
وَيْحَ الشَّجِيّ لَقَدْ يُطالُع في النَّقا.
خَطّ الحبيبِ وإنْ مَحاه الماءُ
غَلْواءُ قَيْسكِ صَحَّ مِنْ داء الهَوَى.
وبنَفْسه لَوْ لَمْ يَفُتْه الدَّاءُ
فاليومَ لا الآمالُ تَخْدَعُهُ ولا
أشواقُه مَجْنونةٌ رَعْناء
والشاطئُ المَسْحورُ يَجْمَعُ بيننا.
لَمْ يَبْقَ فيه مَوْعدٌ ولِقاءُ
ماتَتْ أغانينا على حَصْبائه
وتنَاثَرَتْ مَعْ ريحه الأصْداءُ
شَيَّعْتُ أحلامَ الهَوَى بمدامعي
ثمَّ انْثَنَيْتُ وبَسْمتي خَضْراءُ
* * *
مالي وللماضي أهزُّ رُفاتَه
يا قَلْبُ دَعْهُ تَرفُّه الأفياءُ
غَلْواءُ فَجْرٌ فلي حَياتِك كاذبٌ.
بالرُّوحِ هذا الفَجْرُ يا غَلْواءُ!
ضَحكَتْ حواشيه بمُخْضلِّ الرُؤى.
ثمّ احْتَوَتْه الليلةُ الليلاءُ
لا تَلتَفِتْ يا قَلْبُ كَمْ مِنْ هَمْسةٍ.
خَرْساءُ ثارَتْ حَوْلَها الأنْواءُ
هَبْها خَيالاً زَخْرَفَتْهُ عَبْقَرٌ
وافْتَنَّ في تَزْويقه هَذّاءُ
لَمْ يَبْقَ مِنْ تَرَفِ الشَّبَاب وزَهْوِه.
إلاّ بَقِيَّةُ صُورةٍ شَوْهاءُ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :335  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 107 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.