جاءني، والصَّباحُ حالٍ نَدِيُّ |
يَتَهادَى، والأفْقُ زاهٍ شَذِيُّ |
فتَسَاءلْتُ أيُّ فَجْريَ أحْلَى |
أصباحي أمْ شِعْرُك العَبْقَريُّ؟ |
يا صديقي رَفَعْتَ شَأْني حَتَّى |
خِفْتُ يَنْتابُني غُرورٌ وغِيُّ |
جُدْتَ، والجودَ في طِباعِكَ إرْثٌ. |
لَيْتَني مِثْلَك الجوادُ السَّخيُّ |
يا أخا الرُّوحِ لا تَلُمْني فإنِّي |
شاعرٌ في مَواقِفِ الحُبِّ عَيُّ |
لَيْسَ عندي سوى فُؤادٍ وفيٍّ |
أفَيَرْضَى به الصديقُ الوفيُّ؟ |
غَلَبَتْني رَطانة القَوْم فاعْجَبْ |
لأصيلٍ لِسانُه أجْنَبيُّ |
كلُّ فَخْري في حَوْمة الفَخْر أنِّي. |
عَربيٌّ على النَّوَى، عَرَبيُّ |
لَمْ أغِبْ عنْ حِمايَ إلاّ بِجِسْمي. |
كَمْ قَريبٍ هو البعيدُ القَصيُّ! |
* * * |
يا صديقي آمَنْتُ بالشِّعْر قُرْبَى. |
يتأسّى بها الفُؤاد الشَّجِيُّ |
جَمَعَتْنا - وقد شَطَطَنا مَزاراً - . |
صِلةُ الفِكْر، وَهْيَ زادٌ وَرِيُّ |
لَسْتُ في مَهْجَري غريباً وعِنْدِي. |
مِنْ قَوافيك صاحِبٌ ونَجيّ! |