| لوتْ عنقاً جياد الحُبِ عنّا |
| وقد بان الهوى عنّا وبِنّا |
| وَودَّعْنا الليالي وهي تروي |
| حكاياتٍ على ما كانَ منّا |
| وقد سكنتْ على مضضٍ حَنايا |
| فؤادٍ طالما للحُسنِ غنّى |
| نأى عن روضة العُشّاقِ لكنْ |
| إذا خطرتْ له حسناءُ حنّا |
| وجَسَّ الشعر قيثاراً يُغنّي |
| على أوتاره للحُسنِ لحناً |
| * * * |
| ولا عجبٌ فإني قد جعلتُ |
| الــفؤاد ونبضَهُ للغيد رهنا |
| وما زالتْ شِباكُ الحُسنِ ترمي |
| سَوادَ الناس أفراداً ومَثنى |
| فعاشِقةٌ تذوبُ هوىً ووجداً |
| وصَبٌّ عاشقٌ بالحُبِّ جُنّا |
| وروحٌ تشتكي ظُلمَ الصبايا |
| وعينٌ من عذاب الحبِ وسنى |
| وعُشاقٌ قلوبُهُمُ تلاقَتْ |
| ليَصدُقَ عندهم ما كان ظنّا |
| تلاقوا في الهوى جسداً وروحاً |
| ونالوا كلهُمْ ما قد تمنّى |
| إذا اعتنقوا ترى القلبين قلباً |
| يصوغُ وجيبُهُ للشوقِ معنى |
| كدجلةَ إذ يُعانقها فراتٌ |
| فليس يَبينُ أيُّهما المُعنّى |
| وقيسٍ إذ يعانِقُ روحَ ليلى |
| و (كِندةَ) إذ يُعانقها (المثني) |
| * * * |
| سلامٌ يا رُبى (حلبٍ) فإنّا |
| رأينا الحُسْنَ في مغناك جَنّا |
| كما جَنَّ الحَمامُ إلى رياضٍ |
| على أغصانها الخُضر استكنّا |
| وأنِّكِ قد قَسمتِ الحُسنَ ضيزى |
| مع الدنيا ونحن به امتُحِنّا |
| وحسبُكِ أنّ (كِندةَ) إذ أطلّت |
| على (بيت العميدِ) زها وغنّى |