(أبا مضرٍ) لقد عدَتِ الليالي |
عليَّ وأبدلتْ حالاً بحال |
غدوتُ أخافها، إمّا أطلتْ |
وكنت إذا استطالتْ لا أُبالي |
رماني الدهرُ أصنافَ إلرزايا |
ولم تخطرْ يتيمتُهُ ببالي |
إلى أن فاجأتني في أمانٍ |
من الأيامِ وانتصبتْ حَيالي |
تُنازلني على مضَضٍ ومالي |
سوى الإيمان درعٌ للنزال |
وقلبٍ يستمدُّ العزمَ مما |
تخلّفَ في العزيمة من ثُمال |
وقد أشكو فيسمعني صديقٌ |
يشاركني بشعرٍ أو مقَال |
وقد أبكي وليس أشدَّ هولاً |
من الدمعِ الهتونِ على الرجال |
* * * |
أباتُ أُقلّبُ الأيامَ بحثاً |
لعلّي أستدِلُّ لما جرى لي |
لماذا؟ كيف؟ هل؟ ومتى؟ وهلاّ؟ |
وألفٌ من علامات السؤال |
تراودُني ولستُ أرى جواباً |
لها إلاَّ الجنوحَ إلى الخيال |
* * * |
وقد أغفو على حلمٍ جميلٍ |
تكلَّلَ بالسعادة والجمال |
أرى الدنيا به جنات عدنٍ |
تَنُثُّ العطرَ وارفةَ الظلال |
شهيٌّ كلُّ ما فيها وصفواً |
بها الأنهارُ تجري كالزلال |
وفي جَنَباتها يلهو صغاري |
على وجَناتهم سمة الدَلال |
ولستُ إذا صحوتُ، سوى أسير |
تطوِّقُه بأغلال ثِقال |
همومٌ يدَّري منها ولكنْ |
تلاحِقُها الهمومُ على التوالي |
يُطالِعُني سريرٌ شدَّ روحي |
وآمالي إلى داءٍ عُضال |
تَحَيَّرِت الأساةُ وليس إلاَّ |
طبيبٌ واحدٌ يدري بحالي |
إليهِ المشتكى وله دعائي |
وفي أبوابِ رحمتهِ اتّكالي |