شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أضحوكة الزمن
"وَيْلَمِّهِ كيلاً بلا ثمنِ" (1)
صرنا به أضحوكةَ الزمنِ
وطنٌ حباهُ اللَّهُ نعمتهُ
صَفوَ العقولِ وصحَّةَ البدنِ
والرزقََ مكفولاً على سعةٍ
للناسِ في الأرياف والمدنِ
والأرضَ بالخيراتِ عامرةً
تُغني السوادَ بوجهه الحَسنِ
فإذا بنا نرمي به عَنَتاً
في زحمة الأحداث والفتنِ
نجتثة من عيشه اللدن
دفعاً به للمركِبِ الخشنِ
نهوي به من أوج قوتهِ
نحو الحضيض لموقع الوَهَنِ
ونُذيقُهُ كأسَ الرَّدى هوساً
ونُصيبُه بالهمَّ والمحنِ
* * *
وَلَشرُّ ما جئنا به (نَصَبٌ)
فوقَ الرؤوس أقيمَ كالوثنِ
الحقدُ ينبُعُ من سريرته
والقلبُ مجبولٌ على ضَغنِ
متسلّطٌ بالسيف (مقتدرٌ)
متآكلُ الأضلاع بالأحِنِ (2)
متدرِّعٌ بالأقربينَ لهُ
من كل ذي غِمرٍ ومن خَتَنِ (3)
ما فيهمُ إلاَّ أخو طمَعٍ
وربيبُ غدرٍ غيرُ مؤتمنِ
فإذا العراقُ بعَهْدِه النتنِ
لا شيء يُعْوزُهُ سوى الكفن
فرجالُهُ طُعمٌ لمقصَلَةٍ
تَغتالُهم بالسرِّ والعَلنِ
وسجونُه صِنوٌ لجاحمةٍ
تُشوى ضحاياها على ظننِ (4)
ونساؤهُ تكلى يُجلِّلها
لبسُ السوادِ ودكنة الحَزَنَ
يبكينَ أبناءً بهم حَلمُوا
وحملنَهم (وَهْناً على وَهَن)
فإذا بهم ما بينَ محتسبٍ
مَيْتٍ ومأسورٍ ومرتَهن
ومشرَّدٍ في الأرضِ يزرعُها
فرداً بلا أهلٍ ولا وطنِ
* * *
يا ويحَها من (أمّةٍ) جَرعتْ
مُرَّ الأسى من هذه الهُجن (5)
يا ويحَها بَلَغَتْ فصاحتُها
أوجاً ولم تُفصحْ ولن تُبنِ
فمتى يبينُ الصبحُ من غدها
وتثورُ ساخطةً على الوثنِ
ولتعلمَ الدنيا بأنَّ لها
قلباً على الأيام لم يَلِنِ
وبأنَّ نبضاً دافقاً عَرِماً
في روحِها الشمّاء لم يهنِ
وبأنها إن جدَّ موقفُها
تفدي البلادَ بفادح الثمن
إذَّاكَ يغدو كيلُها ذهباً
وفعالُها (أعجوبةَ الزمن) (6)
* * *
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :569  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 16 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.