| "وَيْلَمِّهِ كيلاً بلا ثمنِ"
(1)
|
| صرنا به أضحوكةَ الزمنِ |
| وطنٌ حباهُ اللَّهُ نعمتهُ |
| صَفوَ العقولِ وصحَّةَ البدنِ |
| والرزقََ مكفولاً على سعةٍ |
| للناسِ في الأرياف والمدنِ |
| والأرضَ بالخيراتِ عامرةً |
| تُغني السوادَ بوجهه الحَسنِ |
| فإذا بنا نرمي به عَنَتاً |
| في زحمة الأحداث والفتنِ |
| نجتثة من عيشه اللدن |
| دفعاً به للمركِبِ الخشنِ |
| نهوي به من أوج قوتهِ |
| نحو الحضيض لموقع الوَهَنِ |
| ونُذيقُهُ كأسَ الرَّدى هوساً |
| ونُصيبُه بالهمَّ والمحنِ |
| * * * |
| وَلَشرُّ ما جئنا به (نَصَبٌ) |
| فوقَ الرؤوس أقيمَ كالوثنِ |
| الحقدُ ينبُعُ من سريرته |
| والقلبُ مجبولٌ على ضَغنِ |
| متسلّطٌ بالسيف (مقتدرٌ) |
| متآكلُ الأضلاع بالأحِنِ
(2)
|
| متدرِّعٌ بالأقربينَ لهُ |
| من كل ذي غِمرٍ ومن خَتَنِ
(3)
|
| ما فيهمُ إلاَّ أخو طمَعٍ |
| وربيبُ غدرٍ غيرُ مؤتمنِ |
| فإذا العراقُ بعَهْدِه النتنِ |
| لا شيء يُعْوزُهُ سوى الكفن |
| فرجالُهُ طُعمٌ لمقصَلَةٍ |
| تَغتالُهم بالسرِّ والعَلنِ |
| وسجونُه صِنوٌ لجاحمةٍ |
| تُشوى ضحاياها على ظننِ
(4)
|
| ونساؤهُ تكلى يُجلِّلها |
| لبسُ السوادِ ودكنة الحَزَنَ |
| يبكينَ أبناءً بهم حَلمُوا |
| وحملنَهم (وَهْناً على وَهَن) |
| فإذا بهم ما بينَ محتسبٍ |
| مَيْتٍ ومأسورٍ ومرتَهن |
| ومشرَّدٍ في الأرضِ يزرعُها |
| فرداً بلا أهلٍ ولا وطنِ |
| * * * |
| يا ويحَها من (أمّةٍ) جَرعتْ |
| مُرَّ الأسى من هذه الهُجن
(5)
|
| يا ويحَها بَلَغَتْ فصاحتُها |
| أوجاً ولم تُفصحْ ولن تُبنِ |
| فمتى يبينُ الصبحُ من غدها |
| وتثورُ ساخطةً على الوثنِ |
| ولتعلمَ الدنيا بأنَّ لها |
| قلباً على الأيام لم يَلِنِ |
| وبأنَّ نبضاً دافقاً عَرِماً |
| في روحِها الشمّاء لم يهنِ |
| وبأنها إن جدَّ موقفُها |
| تفدي البلادَ بفادح الثمن |
| إذَّاكَ يغدو كيلُها ذهباً |
| وفعالُها (أعجوبةَ الزمن)
(6)
|
| * * * |