شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
محنَة الأكرَاد
هذه القصيدة كتبها الشاعر على أثر فشل انتفاضة الأكراد في كردستان العراق، في أعقاب هزيمة نظام صدام حسين في حرب الخليج.
وكانت مأساة الأكراد في العراق قد هزَّت ضمير الرأي العام العالمي الذي تداعى لنصرتهم وتقديم الحماية والعون لهم.
 
محنة الأكراد
تابعي دربك والبلوى وسيري
واحملي حزنك زاداً للمسيرِ
واقتفي إثْرَ ألوف عبروا
قبلك الدرب إلى هذا المصيرِ
سئموا الظلم فلما اقترفوا
وِزْرَ أن ثاروا على الظلم المريرِ
دفعوا الأعمار غرماً وانتهوا
للمنافي أو لأعماقِ القبورِ
* * *
(أمَّة الكرد) اصبري إن الأسى
لم يزل وقفاً على كل صبورِ
وازحفي في عُتمة الليل على
بَرَدِ الأرض وتحت الزمهريرِ
ودعي الأقدام تدمى في السُرى
نازفات فوق هاتيك الصخورِ
واتركي الرضع والموتى على الـ
قمم الخرساء نهباً للنسورِ
ليس في أرضك للأهل حمىً
فابحثي في الغيب عن حام مجيرِ
فعسى أن يؤذن الله بما
يرفع المحنة عن شعب أسيرِ
أو يهز الكون (إسرافيل) في
(نفخة) تعلن عن يوم النشورِ
تكنس الظالم والظلم فلا
وارث فيها سوى الله القديرِ
* * *
يا ربيع الجبل الغافي على
سكرة الموت وأحزان الدهورِ
يحمل المأساة في أحضانه
لخريف حل فيها عن بكورِ
لم تكد أزهار (آذار) به
تحضن الفجر وتزكو بالعبيرِ
لم تكدْ تقطفُ منها زهرةً
طفلةٌ حسناء في عمر الزهورِ
ركضت في السفح تُنبي أمّها
عن ربيعٍ حلَّ بالسفح النضيرِ
لم تكد... حتى تلوَّى في السما
أُفعوانُ البغي من غير نذيرِ
يحصِبُ الأرض بزخّاتِ الردى
صارخاً يالويل فيها والثبورِ
* * *
يا ربيع الكرد لا ترحل وإن
أنذر النَوْءُ بشر مستطيرِ
خذ من الدمع الذي تسفحه
من مآقيهن ربات الخدور
والدم النافر من أكبادها
وهي تطوي الأرض شعثاء الشعورِ
خذهما سُقيا لتروي ظمأ إلـ
ـزرع فالثورة تحيا في الجذورِ
ودع (النوروز) حياً أنه
فرح عاش على مر العصورِ (1)
خَطَّ في التاريخ (كاوا) يومه
مذ رمى (ضحاك) في بطن- السعيرِ (2)
ذلك (الحدّادُ) ما زالت له
قصة تُلهبُ أعماق الضميرِ
وسيرويها لى (كردستان) في
غدها إذ تنطوي دنيا الشرورِ
ويعود الأهل للدار وقد
رحل الطاعون عن تلك الثغورِ
وتنادى الشيب والفتية في
(دبكةٍ) يزهو بها (سهلُ حريرِ) (3)
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :498  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 32 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج