تابعي دربك والبلوى وسيري |
واحملي حزنك زاداً للمسيرِ |
واقتفي إثْرَ ألوف عبروا |
قبلك الدرب إلى هذا المصيرِ |
سئموا الظلم فلما اقترفوا |
وِزْرَ أن ثاروا على الظلم المريرِ |
دفعوا الأعمار غرماً وانتهوا |
للمنافي أو لأعماقِ القبورِ |
* * * |
(أمَّة الكرد) اصبري إن الأسى |
لم يزل وقفاً على كل صبورِ |
وازحفي في عُتمة الليل على |
بَرَدِ الأرض وتحت الزمهريرِ |
ودعي الأقدام تدمى في السُرى |
نازفات فوق هاتيك الصخورِ |
واتركي الرضع والموتى على الـ |
قمم الخرساء نهباً للنسورِ |
ليس في أرضك للأهل حمىً |
فابحثي في الغيب عن حام مجيرِ |
فعسى أن يؤذن الله بما |
يرفع المحنة عن شعب أسيرِ |
أو يهز الكون (إسرافيل) في |
(نفخة) تعلن عن يوم النشورِ |
تكنس الظالم والظلم فلا |
وارث فيها سوى الله القديرِ |
* * * |
يا ربيع الجبل الغافي على |
سكرة الموت وأحزان الدهورِ |
يحمل المأساة في أحضانه |
لخريف حل فيها عن بكورِ |
لم تكد أزهار (آذار) به |
تحضن الفجر وتزكو بالعبيرِ |
لم تكدْ تقطفُ منها زهرةً |
طفلةٌ حسناء في عمر الزهورِ |
ركضت في السفح تُنبي أمّها |
عن ربيعٍ حلَّ بالسفح النضيرِ |
لم تكد... حتى تلوَّى في السما |
أُفعوانُ البغي من غير نذيرِ |
يحصِبُ الأرض بزخّاتِ الردى |
صارخاً يالويل فيها والثبورِ |
* * * |
يا ربيع الكرد لا ترحل وإن |
أنذر النَوْءُ بشر مستطيرِ |
خذ من الدمع الذي تسفحه |
من مآقيهن ربات الخدور |
والدم النافر من أكبادها |
وهي تطوي الأرض شعثاء الشعورِ |
خذهما سُقيا لتروي ظمأ إلـ |
ـزرع فالثورة تحيا في الجذورِ |
ودع (النوروز) حياً أنه |
فرح عاش على مر العصورِ
(1)
|
خَطَّ في التاريخ (كاوا) يومه |
مذ رمى (ضحاك) في بطن- السعيرِ
(2)
|
ذلك (الحدّادُ) ما زالت له |
قصة تُلهبُ أعماق الضميرِ |
وسيرويها لى (كردستان) في |
غدها إذ تنطوي دنيا الشرورِ |
ويعود الأهل للدار وقد |
رحل الطاعون عن تلك الثغورِ |
وتنادى الشيب والفتية في |
(دبكةٍ) يزهو بها (سهلُ حريرِ)
(3)
|
* * * |