لي وحدي مملكة الليل وحزن الليل وظلمته.. |
ولك وحدك كل صباحاتي - يا مرضي الذي |
لا أُبادِلُهُ بالعافية.. |
لقد حطمت كأسي ومائدتي منذ ارتشفت |
مياه هواك |
إنَّ ربابتي لن تهزَّ أعشاب القلبِ - إنْ |
لم تداعبها أناملكِ الذهبية. |
لي وحدي مملكة القلق.. ولك الألق البهيُّ |
يا أنثاي الذهبية.. |
لقد أخبرني قلبي، أن مياهك وحدها |
القادرة على إطفاء حرائق عمري.. |
تعالي إليَّ.. تعالي.. فقد أرهقتني |
الكهولة وأنا في الغربة مثل شجرة تفرع |
وسط الريح: جذري في مكان، وظلي |
في مكان آخر..! |
حين تكونين معي: |
تعطيني الحقول مفاتيح خضرتها.. وتنزع |
القياثر أنغامها على شفتيّ.. |
حين تكونين معي – |
تستيقظ كل البراعم، وتحطُّ الأقمار |
على نافذتي. |
إنني منحاز إليك يا حبيبتي.. |
فهل ثمة واحةٌ لا تنحاز للمطر؟ |
ها أنا أمدُّ إليك يديّ.. فَضَعي القيود |
حول معصمي.. إنها أجمل عندي من كل |
الأساور.. وهيهات لأنهاري أن تحلم |
بغير أشرعة وجهك.. |
كل أمواجي أقسمت أنْ لا تنام - إلاَّ |
على سواحلك الناعمة. |
تعالي إليَّ.. فقد بعثت بالرياح والموجة |
من أجل أن تقلع بسفينتك نحو ميناء |
قلبي - وسواحل مقلتيّ! |
حين فضَّضَ الدمع وجهي: استنجدتُ |
بمنديلك.. |
لماذا حين تَطُلِّين عليَّ، أضجُّ اشتعالاً |
إلى مائك؟ |
أي حريق هذا الذي لا ينطفئ إلاَّ |
بحريق أكثر عُنْفاً؟! |
لن أمسح عن عينيَّ دموع الغربة، |
فسأبقى منتظراً أجنحة يديك |
ورفرفة منديلك.. فتعالي إليّ، |
عسى أن تغسل مياهُك، قروح عينيّ الحزينتين. |