| حين أكتب عنكِ: أشعر بالرحيق |
| يُغادرُ الأزهار، وينام على أوراقي.. |
| حين أكتب عنك: تتسع الكلمات، |
| وتتضاءل الدفاتر.. فأتوه بين |
| ملايين الكلمات، بحثاً عن مفرداتٍ |
| تليق بحبك.. |
| وإذْ يطلُّ الفجر من النافذة: أُلَمْلِمُ |
| أوراقي.. أتوسَّدها، منتظراً أنْ |
| تستيقظي في عينيّ المتعَبَتَيْن – |
| فلا ثمة ما يغسل أحزان العيون، |
| كالأحلام الجميلة يا غزالتي البريّة! |
| * * * |
| لن تجدي المرايا.. فقد حطَّمْتُها |
| يا حبيبتي.. حَدِّقي في عينيَّ المفتوحتين |
| مثل آنيةِ الشحاذين.. إنهما أكثر |
| صفاءً من مرايا الصباح.. فاتركي |
| وجهَكِ الطفوليَ يغفو على مقلتيّ.. |
| دعي شعرَكِ طليقاً كأَخْيلَة الشعراء.. |
| إنه خيمتي - أنا البدويّ الضارب في |
| البريَّة، أسوق ناقة الحلم بحثاً عن |
| مرعىً لقلبي الهارب من مدن الحرائق |
| والبساتين المُسَيَّجَة بالدَرَك السريّ! |
| لقد كلَّفني "جميل بن معمر" أنْ أفتح |
| عينيَّ بركتين لِشِياه "بثينة".. |
| وأن أذود عن بني عذرة بعفاف حبي.. |
| فدعي شعرك طليقاً.. إنه خيمتي.. وقد |
| آن لحارسِكِ الأمين، أن يغفو قليلاً |
| كي يجلس ليحرس نوافذ الليل، حين يستحم |
| النعاس في عينيكِ - ويستيقظ في |
| مقلتيه الأرق! |
| * * * |
| "المهيب الركن" الذي كان طاغوتاً أمام أمي |
| وأطفالي، صار أرنباً مذعوراً، أمام |
| جيوش التحالف، حين رأى "المطرقة |
| الجاهزة" توشك أن تطحن رأسه |
| المثقل بالأوبئة.. |
| فالذي ملأ الفضاء بوعيدٍ يهزُّ به العالمَ، |
| لم يهزّ غير ذيلِهِ! |
| والجنرال الذي تعلَّم استراتيجية الحروب في |
| معمل للثلج، صار شرطياً يؤدي التحية |
| للكولونيل - تماماً مثلما تؤدي التحية لي |
| زوجتي المهذبة! |
| أما البطل الذي مسح رصيف الشارع |
| بأشلاء جسد "مريم الناعم "
(1)
، فقد |
| استبدل بدلته "الزيتونية المرقّطة "
(2)
، |
| بيافطةٍ بيضاء، يمسح موائد نصف الليل، |
| ويكنس بشاربيه المفتولين مثل رأس |
| "الفجل"، القاعة التي طُرِدَ منها، عندما |
| تقدم للخدمةِ، بطل أكثر دموية منه! |
| * * * |
| إن دافع "البدل النقدي" الذي صار |
| مارشالاً، مستعد اليوم أنْ يجعل |
| وجهه مزرعة للصفعات المهينة، |
| شريطة أنْ يبقى طاووساً، وقائداً |
| للقطيع "الرفاقي" - قطيع اللصوص |
| والمهرِّجين والقتلة.. |
| ولكن: هل يستطيع تحريض النحلة |
| ضد الرحيق؟ وأن يرغم العصافير على |
| كراهية الأشجار، أو أنْ يرغم |
| المناديل على عصيانها ضد دموع الأحبَّةِ؟ |
| * * * |
| قد يجدُ الطاغيةُ الطلقةَ التي تثقبُ |
| رأسي.. والمدفع الذي يهدم المدرسة |
| والمسجد.. وقد يجد الرمل الذي |
| يدفن به ساقية العصافير.. ولكن: |
| من أين له الرصاصة التي تثقب |
| قلب الهواء، أو القنبلة التي تهدم |
| الإِيمانَ، والرمل الذي يدفن الوطن؟ |
| * * * |