أحلم أنْ أغفو على وسادةٍ من العشبِ.. |
وإذْ تلسعني الشمس: أبترد بمياه |
ضحكات أطفال القرية وهم يتقافزون |
كعصافير البيادر.. |
أن ألعب معهم لعبة الصيّاد واليمامة.. |
أو الركض معهم حول السواقي.. |
وأن أصنع مثلهم الدُمى الطينية.. |
فأنا رغم الأربعين: |
أريد أنْ أبتدئ الطفولَة التي لم |
أَعِشْها، حين أَمَرَتْني الحياةُ أن أبتدئ |
الكهولة في العاشرة.. فأحمل سلال |
البرتقال، بدلاً من أبي المحنيّ الظهر.. |
أبي الذي سافر بعيداً بعيداً دون وداع.. |
مرتدياً ثوبه "المكيّ" الناصع البياض! |
لا تحزني على حقولي التي صادرها "المماليك"، |
وكوخي الذي نُفِّذَ به الإعدام.. |
إن قلبي أعمق خضرة من كل بساتين الدنيا.. |
وسيبقى لنا في رحاب الغدِ، مُتَّسَعٌ |
لعصافير أعراسنا.. |
وهذا المأْتَم الأفريقي، سيغدو مهرجاناً |
سومرياً - حين تهطل أمطار الثورة، |
كوني القيدَ الذي يَشدُّني إلى الأرض.. أو |
المشنقة التي ترفعني نحو السماء.. فلقد |
باركتُ الإِبحار في عينيك حتى حدود الغَرَق! |
لا تسمحي لأشجارك أن تنحني للخريف.. |
أمّا أنا؟ فلن أسمح للصوص الوطن، |
أن يسرقوا قطرة واحدةً من أنهاري |
وأمطاري التي أردتها لك وحدك.. طالما |
كانت حقولك تنشر الظِلال على الوجوه المتعبة. |