شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"حقائب دبلوماسية.. وأقلام ذهبية"
حقيبةٌ دبلوماسيةٌ وسيجار "كوبيّ"
يتنقل بين أصابعه وشفتيه.. وقلم
ذهبي مع بضع أوراق: ليصبح كاتباً
يتحدث عن فلسفة الدهاليز، ونظريةِ
تحديد النسل باستعمال المشانقِ والديناميت..
مِسْبَحَةٌ من حَدَقات الضحايا، وَ"جُبَّةُ"
درويش: ليصبح "أوغسطين" الجديد،
يتحدث في اللاهوتِ، ويعرض صكوك
الغفران على الأرصفة المغسولة بدمِ ضحاياه!
سكّينٌ دمويٌ، واحتجازٌ لبضعة أيامٍ
في مخفر للشرطة.. بسبب مشاجرةٍ
في حانةٍ ليلية، أو مشاكسةٍ على
رصيفِ الصباح: ليصبح ثورياً
يحمل السوطَ والقنبلة الموقوتة
ضَدَّ مَنْ يُعلنُ العصيانَ على قانونه الجَدَلي
أو لا يؤمن بثورةٍ تشتعل في صالاتِ الليلِ
وتنطفئ على أرصفة الصباح..!
آهٍ يا وطني..
إن الأقلام الذهبية والحقائبَ الدبلوماسيةَ –
وفلسفات الدهاليز والمشاجرات الليلية:
قد قَتَلَتْ منّا
أكثر مما قتلت الطلقاتُ المخاتلةُ
وحبالُ المشانق –
وحوادثُ الدهس المُنَسَّقَةِ!
فكيف لا يهرمُ الوطنُ الطفلُ
أو تشيخ الأنهار والخضرة –
إذا كان بعضنا ينتشي برائحة القيحِ
ويخشى عبيرَ البرتقال؟
كيف لا تغادرُ الشمسُ نوافذَ الصباحِ –
إذا كنا نستورد كتبَ الفلسفةِ الصفراءَ..
بينما فلسفتنا الخضراء
تبقى مُعَلَّقَةً على مشاجبِ الذكرى؟
* * *
لقد علَّمَتْني العرباتُ التي أكلت نصْفَ عمري:
أن الذين يجلسون في المقاعد الأمامية
لا يبصرون غيرَ زجاجِ النوافذِ..
لهذا:
أبحث عن مقعدٍ فارغ –
بينَ المقاعدِ الخلفيةِ في العربات..
فأنا أريد أنْ أرى الجميعَ
وهم يسيرون نحو المدينةِ الفاضلةِ!
وحين يَتَرَجَّلون:
سأسيرُ خلفهم..
فإذا سقط أحدٌ ما،
سأجعل من صدري "نقّالةً"
ومن ظهري "هودجاً"..
أمَّا إذا سقطتُ أنا –
فسأسقط بهدوءٍ.. دون ضجيج
من أجل أنْ تستمر القافلة..
وعند ذلك:
سأغفو مطمئناً –
طالما ينعم الجميعُ بالدفءِ والمسرة!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :454  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 42
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج