حقيبةٌ دبلوماسيةٌ وسيجار "كوبيّ" |
يتنقل بين أصابعه وشفتيه.. وقلم |
ذهبي مع بضع أوراق: ليصبح كاتباً |
يتحدث عن فلسفة الدهاليز، ونظريةِ |
تحديد النسل باستعمال المشانقِ والديناميت.. |
مِسْبَحَةٌ من حَدَقات الضحايا، وَ"جُبَّةُ" |
درويش: ليصبح "أوغسطين" الجديد، |
يتحدث في اللاهوتِ، ويعرض صكوك |
الغفران على الأرصفة المغسولة بدمِ ضحاياه! |
سكّينٌ دمويٌ، واحتجازٌ لبضعة أيامٍ |
في مخفر للشرطة.. بسبب مشاجرةٍ |
في حانةٍ ليلية، أو مشاكسةٍ على |
رصيفِ الصباح: ليصبح ثورياً |
يحمل السوطَ والقنبلة الموقوتة |
ضَدَّ مَنْ يُعلنُ العصيانَ على قانونه الجَدَلي |
أو لا يؤمن بثورةٍ تشتعل في صالاتِ الليلِ |
وتنطفئ على أرصفة الصباح..! |
آهٍ يا وطني.. |
إن الأقلام الذهبية والحقائبَ الدبلوماسيةَ – |
وفلسفات الدهاليز والمشاجرات الليلية: |
قد قَتَلَتْ منّا |
أكثر مما قتلت الطلقاتُ المخاتلةُ |
وحبالُ المشانق – |
وحوادثُ الدهس المُنَسَّقَةِ! |
فكيف لا يهرمُ الوطنُ الطفلُ |
أو تشيخ الأنهار والخضرة – |
إذا كان بعضنا ينتشي برائحة القيحِ |
ويخشى عبيرَ البرتقال؟ |
كيف لا تغادرُ الشمسُ نوافذَ الصباحِ – |
إذا كنا نستورد كتبَ الفلسفةِ الصفراءَ.. |
بينما فلسفتنا الخضراء |
تبقى مُعَلَّقَةً على مشاجبِ الذكرى؟ |
* * * |
لقد علَّمَتْني العرباتُ التي أكلت نصْفَ عمري: |
أن الذين يجلسون في المقاعد الأمامية |
لا يبصرون غيرَ زجاجِ النوافذِ.. |
لهذا: |
أبحث عن مقعدٍ فارغ – |
بينَ المقاعدِ الخلفيةِ في العربات.. |
فأنا أريد أنْ أرى الجميعَ |
وهم يسيرون نحو المدينةِ الفاضلةِ! |
وحين يَتَرَجَّلون: |
سأسيرُ خلفهم.. |
فإذا سقط أحدٌ ما، |
سأجعل من صدري "نقّالةً" |
ومن ظهري "هودجاً".. |
أمَّا إذا سقطتُ أنا – |
فسأسقط بهدوءٍ.. دون ضجيج |
من أجل أنْ تستمر القافلة.. |
وعند ذلك: |
سأغفو مطمئناً – |
طالما ينعم الجميعُ بالدفءِ والمسرة! |
* * * |