جاءتْ تُسائلني عن الشِّعرِ |
عن عالم الرُّوحِ الجميلِ السَّاحرِ |
عن ذكرياتِ الفنِّ والزَّهر |
وعن الصِّبا يذكو بحُلم الشَّاعر |
* * * |
وتقولُ: أُستاذي تُعلِّمُنِي |
كيفَ التَّصرُّف في الكلام ليشعُرَا |
هذي تَفاعيلُ تْحيِّرُني.. |
وأُريدُ همسي بينَها أَنْ يُزهرا |
* * * |
ًحسناءُ يا حُبّاًَ ومرحبةً |
بجمالكِ الورديِّ يعبرُ دربَنا |
بشعوركِ الفنِّيِّ فاتحةً |
لخيالكِ السِّحريِّ يشعرُ مثلنا |
* * * |
مهلاً لخطوكِ في نوادينا |
مع عربداتِ الشِّعرِ في سُبُحاتِه |
تَروِينَ عالمَهُ تَلاحينا |
وتَرَيْنَ عبقَر يَنتشي بِهباتِه |
* * * |
أَخشَى همومَ الشِّعرِ تَفجعُكْ |
تُوري الخيالَ وتُرقصُ اللَّيلَ الشَّقي |
تَسقيكِ لونَ الجُرحِ.. تُفزعُكْ |
وتروعُكِ الأَلوانُ فيما قدْ بَقي |
* * * |
الشِّعرُ حسْنائي يُناجيكِ - |
أَولَى.. ويسكبُ للحياة مفاتنَكْ |
يَشدو الرَّوائِعَ أَو يُساقيكِ |
كأْسَ الحبيبِ ويَستظلُّ محاسنَكْ |
* * * |
أَنتِ الرُّؤَى.. يا موحيَ الشِّعرِ |
لُقياكِ حلْمي يا مسارِحَ خاطري |
أَخشَى عليكِ مرارةَ العُمْر |
في عالم الحسِّ الذَّبيحِ العابرِ |
* * * |
وتَقول: شكراً شاعري الغالي |
رحماكَ.. حبِّي الشِّعرَ صادقةٌ بِه |
* * * |
وأُريدُ شغلَ خياليَ الخالي |
وتجارِبُ الإِحساسِ هاتفةٌ به. |
* * * |
ودعوتُها: يا أَنتِ صوغيها |
بالآهِ والأَشجانِ.. ينفعلُ القلَمْ |
بُوحي بذاتِك.. بلْ وغنِّيها |
لحناً ووجداناً يضوعُ معَ الأَلم |
* * * |
وإِذا شكوتِ فحسبُك الشِّعرُ |
دنيا تَموجُ بعالمٍ متغايرِ |
وإِذا بكيتِ فحسبُكِ الذِّكْرُ |
يبقَى بفنِّكِ.. بالهوَى المتطايِرِ |
* * * |
فتأَمَّلي وتجدَّدي فيهِ |
أَحلَى الفنونِ وصفوُها: شِعرُ الصِّبا |
فإِذا شَعُرْتِ فأَنتِ في فِيهِ |
أَبهَى الجمالِ وهمسُه بين الرُّبا |