شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رحيق الأيام
أَحلَى لياليَّ أَن أَخلو مع الفكَرِ
مع الكتاب يغذِّيني مدَى عُمُري
أَحيا لفنِّي شعوراً لا يمزِّقُه
هولُ الحياةِ ولا يَشقيه في سفري!
دنيا المَلا لا يُعنِّيني تَطلُّبها
حسبي التَّأَمُّلُ والإِغراقُ في فِكَري
أَمضيتُ شرخَ الصِّبا في معزلي وَلِهاً
بالكُتْبِ، والنورُ في أَحضانها نَظري
طَوراً تُحادثني الأَفكارُ ناعمةٌ
وأَقبِسُ العلْمَ ميسوراً بمختصري
والرُّوحُ تصفو.. وحيناً أَرتقي قمماً
ويجهدُ الفكرُ والإِحساسُ بالسَّهر
ولا أَملُّ مدَى السَّاعاتِ أَقتلُها
بحثاً.. وأَبْعثُها فيضاً من العِبر
نشَّـأْتُ نفسـي على حبِّ الكتـاب وهَـلْ
أَبقَى وأَجملَ من رفَّاتِه الزُّهُر
لكنَّ قلبي وقد أَصغَى لطفلتِهِ
محرابُهـا الحسـنُ بين الطُّهـر والزَّهـر
أَلقَى بروضتها أوهامُه زمناً
غنَّى بها راهباً في تيههِ الخفِر
عاش الصَّبابةَ مسحوراً بعالَمِه
شعراً ولحناً.. وإلهاماً من السِّحْر
ذاك الشَّبابُ.. وحبُّ الفجرِ روعتُه
إنْ كنتُ أَحببتُ كالأَطفال في صغري
بالأَمس كنتُ خياليّاً خُرافتُه
تزهو بلألائها - فتَّانةُ النَّظر
كانتْ كحلْمٍ جميلٍ لا يُضيِّعهُ
مَرُّ السِّنين.. ويبقَى ناعمَ الطُّرر
لكنَّهُ ظلَّ يَمضي في تلفُّتِه
حتَّى توارَى مع الأَيَّام والغُدر
شفَّتْ ملامحُه في كلِّ منطلقٍ
فيه الشُّعورُ يصوغ الحبَّ بالدُّرر
ذاكَ الجمالُ ترانيمٌ يُلَحِّنُها
قلبي لدنيا الهـوَى السامي علـى وتـري
* * *
تلك المشاعرُ آياتٌ مُبَهْرَجةٌ
غذَّتْ خيالـي.. وماجتْ في دُجَـى عمري
أَسلو بِهـا فـي طريـقٍ لحـبٍ عبَـرتْ
خطايَ فيه على الأَشواك والمَدر
فيها أُصوِّرُ نجوى الرُّوح ساهمةً
أُلقـي عن النَّفـس ثِقْلَ اللَّيـلِ والوضَـر
وأَرقبُ الأُفْقَ.. والآمالَ أَنسجُها
تُداعبُ الصّدرَ بالأَحلامِ والذِّكَرِ
هذي خيالاتُ فنَّانٍ يعذِّبُه
حِسُّ الجراح وهجسُ القلب بالقدر
يشقَى.. يُلوِّعُهُ في همِّه ظمأٌ
يجتاحُ مهجتَه في خطوهِ العثِر
يشتاقُ.. والسَّلسلُ البسَّام يعبُره
كتائهٍ في الفلا يَلتاع للمطر!
لكنَّه عاصَر الحرمانَ يَصهرُه..
يُقاومُ الدَّاءَ.. بل يسمو على الغِير
أَذكَى كآبتَه إِصرارُهُ أَبداً
أَنْ يبلغَ المأملَ الهاني على كِبر
يرقَى بهمَّتِه العلياءِ.. يحفِزُه
إِيمانُ بالأَدب الباقي مدَى العُمُر
رسالةُ العظماءِ الصِّيدِ.. حسبُهم
عاشوا بناةَ حياةٍ حُلوةِ الصُّور
هُنا مسالكُ دربي.. والشُّعورُ بها
أَنْ أَستريحَ لها في جهْدِيَ الحَذِرِ
مع الكِتاب يُغذِّيني شذَى الشِّعْر
َأحلى لياليَّ أَن أَخلوْ مع الفكْرِ
المدينة المنورة: سنة 1391هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1114  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 8 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج