قلبي يُعانقُ فيكِ الخطوَ خافقُه |
ظمآنُ للشّعرِ والذّكرَى وللحُلمِ |
والزَّهرُ نمَّ على مرآكِ طالعُه |
حيَّا الجمالَ وضمَّ الخَضْرَ بالنَّغم |
يا بنتَ أندلسٍ أدعوكِ للقمم |
* * * |
من موطن النورِ يَروي الشِّعْرُ مَغناكِ |
من طيبةٍ أُرسلُ النَّجوى لِلقْياكِ |
يا هذِه كيفما كُنَّا سيجمعُنا |
حبٌّ نضيرٌ.. وفي ذهني محيَّاك |
شرقيَّةُ اللُّـونِ.. يَحكـي الزهـرَ رؤْيـاك |
* * * |
عادتْ بكِ السُّـبلُ الحيـرَى على دربـي |
وعُدتِ للأصلِ من نبعِ السَّنا نَشربْ |
وجئتُ أَمنحُكِ الأَشعارَ من قلبي |
تُصوِّر الأَمسَ.. والآتي بنا يَطْرب |
نَستمـرئُ العيـشَ في عـشٍّ به نشـدو |
لنملأَ الأَرضَ تغريداً ولا نَكرب |
* * * |
إنسانةٌ أَنتِ أُخرى.. أَنتِ بسمتُها |
فيكِ الْتَقَى شبَحُ الماضي مع النُّسمِ |
جاءتْ تُبادلُني همسي.. وفتْنتُها |
تَطوي الجناحَ على كبْدي وبالهِمم |
منحتِ عمرَكِ يا حوّاءُ للزمنِ |
ونلتِ بي مجدَكِ الغافي على فنني |
* * * |
يا بنـتَ أَندلـسٍ.. أَنـتِ التـي عَبـرتْ |
حسّاً وقلباً تُغنِّينا مَلاحتُها |
لم تَعبرِ الأَمسَ إلاَّ في مراكبنا |
تَشتاقُ وصلي.. وتَحيا فيه غايتُها |
الحسنُ والزهـرُ والأَنـوارُ ما ازْدهـرتْ |
لولا القداساتُ في شِعري روايتُها |
وأَنتِ مشعلُها الوضَّاءُ.. بسمتُها |
يا بنـتَ روحـي.. ويا نفسـي وبهجتُـا |
* * * |
حوّاءُ إنْ لبِستْ مجدَ الحياةِ لنا |
قد صاحبَتْ نولَها بالعزمِ والرُّحَمِ |
غَدتْ حضارةَ أجيالٍ نُجدِّدها |
والرَّبُّ يكلؤُنا في السَّعي للحَرم |
من الجزيرة.. مهدُ العرْب مُنطَلقي |
نَبني عروبتَنا في وحدةِ العلَم |
إليكِ أَندلساً نُزجي تحيَّتنا |
يَضمُّنا فيكِ تاريخٌ من القيم |
هيَّا نعيدُ تراثَ الفخر ثانيةً |
نُحقِّق الأَمل المرجوَّ من قِدم |
يا بنتَ أندلسٍ أدعوكِ للقمم |